شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في التميز المؤسسي (EFQM)، خبير استراتيجيات القوة الناعمة، خبير ادارة مركز اسعاد المتعاملين، (7 STAR)، خبير حوكمة معتمد، خبير صناعة سيناريوهات المستقبل، 25 فبراير 2024
يتطلب التغيير التعرف على كيفية التعامل مع عناصره، بدءً من موضوعه، ونوعه ومجاله وتأثيره على خطة المنظمة وشدة المنافسة والأفق الذي سيعمل به، والمناخ الخاص الواجب تهيئته، والثقافة المطلوبة في البيئة الداخلية لتكون رصيداً لدى المغيّر في تحقيق أهداف التغيير، وأيضاً من هو قائد التغيير وكيفية ادارته لعملية التغيير، والاستراتيجية التي سيتم تطبيقها في المنظمة، وتتمة للمقالة السابقة سنورد بعض استراتيجيات إحداث التغيير كمايلي:
•استراتيجية البراعة القيادية:
هي نمط من أساليب القيادة يتميز بالقدرة على الاستجابة لتحديات الوقت الحاضر والمستقبل والتعامل مع الظروف المتغيرة بطريقة فعالة ومبتكرة، من خلال الاستماع للموظفين تمكينهم وتوجيههم وتحفيزهم للعمل بجهد وإخلاص، وتتضمن عدة مفاهيم منها، (عبد القادر، 2008)
القدرة على التعلم والتأقلم: على القائد أن يكون متعلماً ومتفتحاً وقادر على التأقلم مع التطوير والتحسين والتغييرات الجديدة والمتغيرة.
التركيز على العمل الجماعي: التشجيع على العمل الجماعي وتوجيه الفريق نحو تحقيق الأهداف المشتركة.
تحفيز الإبداع والابتكار: تشجيع الموظفين على التفكير بشكل مبتكر والتحلي بالإبداع في حل المشكلات.
التواصل الفعال: أن يتمتع القائد بمهارات تواصل فعالة مع الموظفين بطريقة واضحة ومفهومة.
تتطلب هذه الاستراتيجية القدرة على التعامل مع المواقف الصعبة والمتغيرة بشكل فعال والتفكير بشكل إيجابي ومبتكر للوصول إلى حلول ملائمة ومناسبة للمشكلات والتحديات.
•استراتيجية القوة والصد:
هي إحدى الاستراتيجيات التي يمكن استخدامها في المفاوضات أو في التعامل مع الأشخاص الذين يملكون نفوذاً أو سلطة، لتحقيق المصلحة المرغوبة أو لتحقيق الهدف المطلوب، وتتضمن عدة مفاهيم من أهمها (السيد،2009):
استخدام القوة: يتم استخدام القوة والتهديدات للتأثير على الطرف الآخر وجعله يقبل بالمطلوب
الصد: يتم استخدام الصد لعرقلة محاولات الطرف الآخر في إحراز التقدم أو تحقيق المصلحة
الثبات على الموقف: يجب أن يظل الشخص الذي يستخدم هذه الاستراتيجية ثابتاً على موقفه وعدم التراجع عنه
تحليل الموقف: يجب أن يتم تحليل الموقف ومعرفة مدى قدرة الطرف الآخر على المقاومة
التركيز على المصلحة: التركيز بأن استخدام القوة والصد يخدم هذه المصلحة بشكل فعال
وتستخدم هذه الاستراتيجية بحذر وحكمة، لأن استخدام القوة والتهديدات يمكن أن يؤدي إلى تعكير العلاقات الشخصية وتعطيل الاتصالات في المستقبل، اذا يفضل استخدامها بالحالات الطارئة وعندما يكون الأمر مهماً بما يكفي لتبرير استخدامها.
•استراتيجية الاقناع:
هي إستراتيجية يتم استخدامها لتحويل رأي الآخرين أو تغيير سلوكهم أو إقناعهم بشيء ما، وهي أداة قيادية مهمة لتحقيق الأهداف والنجاح في الحياة الشخصية والمهنية، وتتضمن عدة مفاهيم ومبادئ، منها (السحيم، 2011):
فهم المستمع: يجب على الشخص الذي يريد الإقناع أن يفهم موقف المستمع ورؤيته واحتياجاته ومخاوفه.
التحدث بلغة المستمع: يجب على الشخص الذي يريد الإقناع أن يتحدث بلغة المستمع ويستخدم أسلوباً يناسب شخصية المستمع وثقافته وخبرته.
استخدام المنطق والأدلة: يجب على الشخص الذي يريد الإقناع استخدام المنطق والأدلة القوية والموثوقة لدعم موقفه وجعله مقنعاً.
استخدام العواطف: يمكن استخدام العواطف لإثارة مشاعر المستمع وجعله يتفاعل مع الموضوع بشكل أكبر.
تقديم الحلول الواقعية: يجب أن يتم تقديم الحلول الواقعية والعملية التي يمكن تنفيذها لتحقيق الهدف المطلوب.
•استراتيجية التشارك في القوة:
هي إستراتيجية قيادية تستخدم من خلال توجيه الجهود والموارد لتحقيق هدف مشترك، وتتضمن التركيز على القدرات والمهارات الفردية لكل فرد في المجموعة،مع تحديد مهام وأدوار واضحة لكل فرد، والتحدث بشكل مفتوح وصريح حول الأهداف والتوقعات، وتتضمن عدة مفاعيم منها (زهرة، 2009):
تحديد الأهداف الواضحة والمحددة: تحديد الأهداف بشكل واضح ودقيق وتحديد الخطوات اللازمة لتحقيقها.
توزيع المهام والأدوار بشكل عادل: بشكل عادل ووفقاً للقدرات والمهارات الفردية، وتحديد المسؤوليات والتوقعات المحددة لكل شخص في المجموعة.
التواصل الفعال والاحترام المتبادل: التواصل الفعال والصريح بين جميع الأعضاء والاحترام المتبادل، وتقبل وجهات النظر والآراء المختلفة.
التعلم المستمر والتحسين المستمر: الاستفادة من الأخطاء والتعلم والتحسين المستمر للأداء لتحقيق الأهداف بطريقة أفضل.
المراجع:
1. د. محمد عبد القادر، التحول التوعي في القيادة: نحو تفعيل القيادة الابداعية، دار الفكر، 2008.
2. السيد، محمد، إدارة النفوذ: استراتيجيات ادارة النفوذ والتأثير، دار الكتب العلمية، 2009.
3. السحيم، خالد، إدارة التأثير والاقناع، دار الفكر العربي، 2011.
4. زهرة، عادل، التعاون والتشارك في العمل، دراسة في ادرة الفرق العاملة، مركز الخليج للدراسات والابحاث، 2009.
5. حسين حريم، ادارة المنظمات، منظور كلي، الاردن، دار الحامد للطباعة والنشر، 2010، ص 288