نحو مستقبل أكثر خضرة مع متنزهات مائية مستدامة بالإمارات

كيف يرى قادة المتنزهات المائية في دولة الإمارات العربية المتحدة دورهم في تطوير السعي نحو الاستدامة؟
بعد الظواهر المناخية الصعبة التي شهدها العالم مؤخرًا كالاحتباس الحراري وحرائق الغابات والفيضانات وذوبان الجليد وموجات الحرارة الشديدة حان الوقت لدق ناقوس الخطر الآن.. والاستدامة هي المفتاح لمستقبل أفضل للجميع
شبكة بيئة ابوظبي، دبي، الامارات العربية المتحدة، 16 سبتمبر 2022

بات من الأهمية بمكان إيلاء المزيد من الاهتمام لاستدامة العمليات في مختلف القطاعات الصناعية. وبالنسبة لقطاع الترفيه والجذب السياحي فمن المنطقي تمامًا التوجه إلى أماكن ترفيه صديقة للبيئة وتعزيزها بأحدث التكنولوجيا لجعلها أكثر جاذبية للزوار. واليوم، تحظى أماكن الترفيه المستدامة بتقدير كبير من الجمهور كما تحيي روح الولاء فيهم وتكسب تأييدهم؛ مما يعني زيادة في عدد الزوار ونموَا في الأرباح.

ونظرًا لأن المحافظة على المياه يأتي على رأس ممارسات المستدامة الفضلى في صناعة الترفيه والجذب السياحي، نجد أنفسنا أمام السؤال التالي: هل يمكن للمتنزهات المائية، التي تشكل المياه جوهرها، أن تقود صناعة الترفيه والجذب السياحي نحو الاستدامة؟

أما بالنسبة لمنطقتنا، يعرف قطاع المتنزهات المائية في منطقة الشرق الوسط وشمال إفريقيا بمواجهته للتحديات التي فرضتها معايير الماضي مما يحتّم عليه وضع معالم جديدة من حيث إنشاء أكبر وأعمق مناطق الترفيه المائية وأشهرها. هل يمكن للمتنزهات المائية الإقليمية أيضًا وضع معايير لأفضل الممارسات في مجال الاستدامة؟ هذا ما توجهنا بالحديث به إلى قادة أشهر المتنزهات المائية في الإمارات العربية المتحدة.

ويقول كريس سوارتز، مدير مدينة الألعاب المائية وايلد وادي وماثيو مات سبورجون، مدير الهندسة في مدينة الألعاب المائية وايلد وادي، أول متنزه ومدينة ألعاب مائية في المنطقة وعلامة تجارية قوية تتميز بالتجديد واستقطاب الزوار، “في منطقة تعتبر قيمة المياه فيها عالية، تأخذ وايلد وادي القيم الأساسية الثلاث (الاجتماعية والبيئية والمالية) بعين الاعتبار، ومن خلال برامجنا المخصصة للاستدامة وإدارة رأس المال، يجتمع فريقنا التنفيذي بانتظام لمناقشة إستراتيجيات توفير الطاقة بمشاركة فريق أنظمة إدارة البناء لدينا مما يمكننا من وضع إستراتيجيات واقعية لما يمكن تحقيقه وما لا يمكن تحقيقه”.

وقالت كيلي تيمينز، مديرة المحافظة والتعليم والمسؤولية الاجتماعية للشركات في أتلانتس أكوافنتشر – أكبر مدينة ألعاب مائية حائزة على جوائز في العالم والتي فازت مؤخرًا بجائزة مجلس الترفيه والجذب السياحي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2022 لأفضل حملة استدامة مؤثرة للعام – “أطلق أتلانتس دبي مشروع أطلس أتلانتس في يونيو 2021 – ويمثل هذا المشروع التزامنا بممارسة الأعمال التجارية بطرق مفيدة للناس والكوكب على حد سواء، ونقوم بذلك من خلال التركيز على العمليات المسؤولة ورعاية الحيوان والتعليم والتوعية والمسؤولية الاجتماعية للشركات”.

وتمثل ركيزة العمليات المسؤولة لمشروع أطلس أتلانتس جزءًا مهمًا من استدامتنا البيئية والاجتماعية. كما نسعى نحو تطبيق طرق جديدة لتحسين عملياتنا لتقليل آثارنا البيئية من خلال توفير المنتجات وتقديم الخدمات بطريقة مسؤولة وإدارة النفايات والطاقة وتقليل انبعاثات الكربون والحفاظ على المياه. كما لدينا نظام إدارة بيئية لتعزيز وقياس تقدمنا؛ مما يساعدنا على الحد من من أي آثار سلبية.

ويضيف مايك رجبي، المدير العام ونائب الرئيس الإقليمي للشرق الأوسط والهند في وايت ووتر “تعد المياه جزءًا رئيسيًا من المتعة في مدن الألعاب المائية، ويدرك فريقنا في وايت ووتر مسؤوليته في ألا يشكل هذا المرح خطرًا على مستقبل كوكبنا. في عام 2020، تعهدنا بالعمل في كل مجال من مجالات أعمالنا لتقليل تأثيرات الكربون والنفايات لضمان تلبية منتجاتنا لمعايير الاستدامة في صناعتنا. وننظر في كيفية تقليل تأثيرنا من التصميم إلى البناء والتركيب لإنشاء مدن وحدائق مائية تستخدم كميات أقل من المياه والحد من فقدان المياه وزيادة كفاءة استخدام الطاقة.

وأشار راي سميجال، المدير التجاري في بروب سلايد، “تترتب علينا مسؤولية ضمان صناعة مدن العاب مائية نابضة بالحياة وناجحة على المدى الطويل. من المهم أن نفكر في الأجيال القادمة حتى يتمكنوا من الاستمتاع بمدن الألعاب المائية بطريقة مسؤولة ومستدامة. تستند رؤية بروب سلايد للاستدامة إلى ركيزتين أساسيتين – التصنيع المستدام والتكنولوجيا الفعالة. عندما يتعلق الأمر بالتصنيع، نحن فخورون بكوننا شركة كندية 100%. هذا يعني أن جميع الألياف الزجاجية في بروب سلايد صنعت في بلد يتميز بمنح حقوق العمال والالتزام بقوانين الحد من الانبعاثات والتخلص من المواد الكيميائية الأكثر صرامة في العالم.

وأضاف مشعل الحكير، رئيس مجلس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للترفيه والجذب السياحي “مينالاك” – الهيئة الإقليمية لصناعة الترفيه والتسلية والجذب السياحي – “إذا كان علينا ضمان مستقبل جيد لأطفالنا وللأطفال الآخرين، فالاستدامة غير قابلة للتفاوض ويجب أخذها كأولوية قصوى من قبل جميع القطاعات. من جهتها، تقوم مينالاك بدورها لتسليط الضوء على أهمية الاستدامة وزيادة الوعي بقضاياها في صناعة الترفيه والجذب السياحي. في عام 2022، طرحنا فئة جديدة ضمن جوائز مينالاك السنوية المرموقة وهي جائزة أفضل حملة استدامة مؤثرة لعام 2022. لقد أجرينا جلسات تثقيفية حول الاستدامة في صناعة الترفيه والجذب السياحي. وتعمل لجنة الصحة والسلامة لدينا أيضًا على إعداد دليل حول المتنزهات والمدن المائية المستدامة. نحن ملتزمون بالاستدامة وسنواصل تسليط الضوء على أهمية بناء مناطق ترفيه مستدامة”.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

مصر تخطو خطوة جريئة نحو مستقبل أخضر

الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين منخفض الكربون شبكة بيئة ابوظبي، د. طارق قابيل (*)، القاهرة، جمهورية مصر …