وفقاً لاستطلاع أصداء بي سي دبليو السنوي الخامس عشر لرأي الشباب العربي
والولايات المتحدة لا تزال صاحبة التأثير الأكبر في الشرق الأوسط
•82% من الشبان والشابات العرب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً في 53 مدينة ضمن 18 دولة عربية يقولون إن تركيا تشكل حليفاً لبلدانهم، تليها الصين (80%)؛ بينما تحتل الولايات المتحدة المرتبة السابعة وروسيا التاسعة
•أكثر من نصف الشباب العربي لا يزالون ينظرون إلى الولايات المتحدة على أنها حليف حقيقي لبلدانهم، ويقول ثلثا الشباب العربي أنها ستكون حليفاً أقوى لبلدانهم من روسيا والصين على مدار الأعوام الخمسة المقبلة
•روسيا، التي اختيرت كواحدة من أبرز ثلاثة حلفاء في استطلاع العام الماضي، تحتل الآن المرتبة التاسعة بين الحلفاء بتصويت 63% من المشاركين في الاستطلاع (بعد باكستان – 69%)
شبكة بيئة ابوظبي، دبي، الإمارات العربية المتحدة، 20 يونيو 2023
في مشهد يعكس التحولات الجيوسياسية التي يشهدها العالم العربي حالياً، الشباب العربي يعتبرون تركيا والصين حليفين قويين لبلدانهم أكثر من الحلفاء التقليديين مثل الولايات المتحدة وروسيا.
كانت تلك من أهم النتائج التي خرج بها استطلاع أصداء بي سي دبليو السنوي الخامس عشر لرأي الشباب العربي، المسح الأطول أمداً لآراء الشباب العرب ومبادرة القيادة الفكرية الأكثر موثوقية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والذي أصدرته اليوم “أصداء بي سي دبليو” – شركة استشارات التواصل الاستراتيجي والعلاقات العامة الرائدة في المنطقة. ويعد هذا الاستطلاع المسح الأشمل من نوعه للشريحة السكانية الأكبر في المنطقة والتي تضم أكثر من 200 مليون شاب وشابة.
وتم إجراؤه خلال الفترة الممتدة من 27 مارس – 12 أبريل 2023، وتضمن 3,600 مقابلة شخصية أجراها محاورون متمرسون من شركة سيكث فاكتور الاستشارية مع شبان وشابات عرب تراوحت أعمارهم بين 18- 24 عاماً. وتوزعت عينة المشاركين، وهي الأكبر في تاريخ الاستطلاع، بالتساوي بين الجنسين في 53 مدينة ضمن 18 دولة عربية بما فيها جنوب السودان للمرة الأولى. وأجريت المقابلات بشكل شخصي وليس إلكتروني لضمان دقة البحث وتوضيح الفروق الدقيقة قدر الإمكان في آراء الشباب العربي عبر جميع أنحاء المنطقة.
وكشفت “أصداء بي سي دبليو” اليوم عن النتائج الرئيسية لأول موضوع بين المواضيع الستة التي استكشفها الاستطلاع، وهو مواطنتي العالمية. وتناول هذا الموضوع مجموعة متنوعة من القضايا الجيوسياسية، بما فيها تدخل الولايات المتحدة في العالم العربي وفك ارتباطها بالمنطقة، والصراعات الإقليمية الجارية، والبلدان التي يرغب الشباب العربي بالعيش فيها وأن تقتدي بلدانها بها.
ووصف 82% من الشباب العربي تركيا بأنها “حليف حقيقي” أو “حليف إلى حد ما” لبلدانهم، تليها الصين (80%) ومن ثم المملكة المتحدة (79%) وألمانيا (78%) وفرنسا (74%).
واحتلت الولايات المتحدة المرتبة السابعة بنسبة 72% من الأصوات بعد الهند التي حققت نسبة 73%. ومع ذلك، لا يزال أكثر من نصف الشباب العربي الذين شملهم الاستطلاع ينظرون إلى الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على أنهما “حليف حقيقي” لبلادهم، حيث قال ثلثاهم (66%) إن الولايات المتحدة ستكون حليفاً حقيقياً لبلادهم أكثر من روسيا أو الصين على مدار الأعوام الخمسة المقبلة.
أما روسيا، التي اختيرت كواحدة من أبرز ثلاثة حلفاء في استطلاع العام الماضي، فباتت تحتل الآن المرتبة التاسعة بين الحلفاء بتصويت 63% من المشاركين في الاستطلاع (بعد باكستان – 69%).
ومع أن اتفاقات أبراهام تشير إلى تحسن العلاقات بين إسرائيل والعديد من الدول العربية، إلا أن 86% من الشباب العربي يقولون إنهم ينظرون إلى إسرائيل على أنها “عدو حقيقي أو عدو إلى حد ما”، بينما يقول 57% الشيء ذاته عن إيران.
وفي الوقت ذاته، يقول ثلث الشباب العربي (33%) إن الولايات المتحدة لا تزال صاحبة التأثير الأكبر في العالم العربي؛ تليها الإمارات العربية المتحدة (11%)، والمملكة العربية السعودية وإسرائيل (10%)، وروسيا (8%)، بينما يقول 3% فقط أن تركيا هي صاحبة التأثير الأكبر، و4% ذكروا الصين.
الشباب العربي يطالب بفك ارتباط الولايات المتحدة بالمنطقة
رغم كل شيء، يعارض معظم الشباب العربي تدخل الولايات المتحدة في شؤون الشرق الأوسط، حيث يقول حوالي ثلثي المشاركين من دول مجلس التعاون الخليجي وشمال أفريقيا ودول شرق المتوسط إنهم يؤيدون “بقوة” أو “إلى حد ما” فك ارتباط الولايات المتحدة بمنطقة الشرق الأوسط.
وفيما يخص الأزمة الأوكرانية، يعتقد 28% من المشاركين في الاستطلاع أن المفاوضات الدبلوماسية ستفضي إلى حل مناسب مقابل 25% يرون بأن الصراع سيستمر “لوقت طويل دون حلّ واضح”.
قطر الحليف العربي الأكبر
يقول شباب المنطقة إنهم يعتبرون جميع دول مجلس التعاون الخليجي ومصر حلفاء حقيقيين. بينما تم اختيار قطر كـ “حليف حقيقي” أو “حليف إلى حد ما” بنسبة 92%، تليها الكويت (91%)، ومصر (89%)، والإمارات العربية المتحدة (88%)، والمملكة العربية السعودية (86%).
كما تم سؤال الشباب العربي عن آرائهم حول استضافة قطر لكأس العالم لكرة القدم 2022، حيث قال 87% إن الحدث أثار موجة من الحماس في العالم العربي وعزز مشاعر الفخر والاعتزاز لدى العرب، بينما أشارت نسبة مساوية إلى أن الفعاليات مثل كأس العالم لكرة القدم وإكسبو 2020 دبي ساهمت في إيصال صورة أوضح عن العالم العربي عموماً.
وفي إطار تعليقه على نتائج الاستطلاع، قال سونيل جون، رئيس شركة “بي سي دبليو” في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومؤسس “أصداء بي سي دبليو”، والذي قاد الاستطلاع على مدار الخمسة عشر عاماً الماضية: “أثبت استطلاع بي سي دبليو السنوي لرأي الشباب العربي أهميته كمصدر معلومات مهم لصناع القرار والمسؤولين في الحكومات والشركات لاكتساب فهم أفضل حول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي منطقة لا تزال تشكل لغزاً بالنسبة للكثيرين رغم أنها تحظى بتأثير متزايد في الشؤون العالمية. ومرة أخرى، يسلط الاستطلاع الضوء على التحولات الجيوسياسية المتغيرة في العالم العربي”.
وأضاف جون: “تعكس هذه الدراسة السنوية المستقلة إيماننا العميق بأن فهم العالم العربي يستلزم بالدرجة الأولى فهم آراء وتوجهات وتطلعات الشريحة السكانية الأكبر فيه، وهي الشباب. وتشكل الرؤى المستندة إلى الأدلة، والتي جمعناها من حوالي 45,000 مقابلة شخصية أجريناها مع الشباب العرب منذ بدء الاستطلاع في عام 2008، مصدر معلومات مهماً يتيح للحكومات ومؤسسات القطاع الخاص والمؤسسات متعددة الأطراف والمؤسسات الأكاديمية اتخاذ قرارات مدروسة تخص صناعة السياسات واستراتيجية الأعمال والتحولات المستجدة. كما أننا نحرص على تمويل كامل الاستطلاع بأنفسنا لضمان عامل المصداقية والموثوقية”.
وتابع جون: “ينتمي جميع المشاركين في استطلاع هذا العام إلى ’الجيل زد‘، وأكبرهم واكب في مراهقته أحداث 2008 التاريخية التي بلغت ذروتها في الربيع العربي. وعلى غرار الجيل السابق الذي عاش تداعيات الأزمة المالية العالمية، يتصالح هذا الجيل مع واقع جديد أساسه تفاقم الصراعات ومشاركة القوى العالمية الجديدة في الشؤون الإقليمية من جهة، وسعي الحكومات الإقليمية إلى مزيد من التحالفات وخلق مساحة خاصة بها في المشهد الدولي من جهة ثانية. وقد رصدنا تداعيات هذه التغييرات في أحدث وأكبر استطلاع أجريناه حول رأي الشباب العربي”.
وستنشر الشركة خلال الأسابيع المقبلة نتائج الاستطلاع المتعلقة بالمواضيع الخمسة الأخرى التي يغطيها الاستطلاع، وهي: ’توجهاتي‘ الذي يرصد آراء الشباب العربي بأداء حكوماتهم؛ و’سبل معيشتي‘ الذي يستطلع آراءهم حول التعليم والوظائف ووضعهم المالي؛ و’هويتي‘ الذي يغطي مواقف الشباب تجاه الدين والهوية الشخصية؛ و’طموحاتي المستقبلية‘ الذي يعكس آمال الشباب العربي المستقبلية؛ و’نمط حياتي‘ الذي يسلط الضوء على عاداتهم، ووسائلهم للتسلية، ووسائل الإعلام التي يتابعونها. وقال جون بهذا الصدد: “ندرك تماماً أن الكشف عن الموضوعات الستة كل على حدة يتيح الفرصة لاستيعاب هذه النتائج بشكل أفضل وفهمها في السياق الصحيح”.
وسيتم الكشف لاحقاً عن النتائج المتعلقة بالتغير المناخي، والصحة النفسية، وحقوق الجنسين؛ مما يجعل استطلاع هذا العام الأكثر شمولاً في تاريخ المسح. وتندرج هذه النتائج جميعها تحت موضوع “واقع جديد ونظرة متغيرة” الذي اعتمدته “أصداء بي سي دبليو” عنواناً رئيسياً للنسخة الخامسة عشرة من استطلاعها.
لمعرفة المزيد من المعلومات حول نتائج الاستطلاع، يمكن زيارة الموقع الإلكتروني arabyouthsurvey.com.