تقديراً لجهودها المتميزة في مجال حماية البيئة
توجتها باللقب الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ومجلس وزراء البيئة العرب المسؤولين عن شؤون البيئة
شبكة بيئة أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة، 26 مارس 2024
عبّر سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة – أبوظبي، عن اعتزازه باختيار أبوظبي عاصمة للبيئة العربية 2023، مشيراً سموه إلى أن الإنجازات التي حققتها الإمارة في مجال حماية البيئة ومواجهة التغير المناخي يعود الفضل فيها للرؤية السديدة والتوجيهات الرشيدة لقيادة دولة الإمارات، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
وأكد سمو الشيخ حمدان أن أبوظبي تعتبر من المدن الرائدة في مجال الاستدامة، بما يتوافق مع رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة، والتزامها بتحقيق مستقبل مستدام ومزدهر، ويؤكد على ذلك إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تمديد “عام الاستدامة” ليشمل عام 2024.
وأضاف سموه أن هذا الاختيار يأتي ترجمة للجهود المشتركة المبذولة من هيئات وقطاعات ومؤسسات حكومية وخاصة في إمارة أبوظبي، والتي تولي اهتماماً كبيراً بموضوع البيئة، وقد نجحت في تحقيق إنجازات متميزة في مجال حماية البيئة والحفاظ على مواردها الطبيعية مستَلهمة من النهج الذي رسمه الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وفطرته التي ارتبطت بالبيئة، وانطلقت إلى آفاق أبعد من المفاهيم والاهتمامات المحدودة لحماية البيئة.
وأشار سموه إلى أن “أبوظبي تستلهم خططها وبرامجها من الرؤية الشاملة لقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، التي عززت مكانتها وريادتها عالمياً في مجال الاستثمار من خلال المبادرات القائمة على المعرفة، التي تحافظ على البيئة وتضمن مستقبلاً مستداماً للأجيال القادمة”.
وكانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية قد توّجت “أبوظبي كعاصمة للبيئة العربية لعام 2023″؛ وذلك تقديراً لجهودها المتميزة في مجال حماية البيئة، والتي ساهمت بجعل إمارة أبوظبي من المدن الرائدة في مجال البيئة، لتنفيذها العديد من المبادرات والمشاريع المتعلقة بحماية البيئة وتحسين جودة الحياة، التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وحماية الموارد الطبيعية في المنطقة، والتي جاءت لتؤكد على التزام الإمارة بوضع وتنفيذ خطط فعالة في مجال الاستدامة يمتد تأثيرها للأجيال القادمة.
حصدت مدينة أبوظبي هذا اللقب بعد مشاركتها في المسابقة التي نظمها مجلس وزراء البيئة العرب المسؤولين عن شؤون البيئة، ضمن الدورة الـ 34 على مستوى الوطن العربي بالتنافس مع مجموعة من الدول العربية، والذي عقد في مسقط بسلطنة عُمان في نهاية العام الماضي، والتي تزامنت مع حدثين مهمين على الصعيدين المحلي والعالمي، حيث أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2023 عاماً للاستدامة تحت شعار “اليوم للغد”، كما استضافت الدولة خلال هذا العام مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)، والذي حققت من خلاله نجاحاً استثنائياً.
وعملت هيئة البيئة – أبوظبي بالتعاون مع شركائها المحليين، بمن فيهم دائرة البلديات والنقل أبوظبي، وشركة أبوظبي لخدمات الصرف الصحي، وهيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، وشركة أبوظبي لإدارة النفايات “تدوير” ودائرة الطاقة، على إعداد ملف المشاركة، والتي عرضت فيه أبرز الإنجازات والمبادرات التي نفذتها إمارة أبوظبي في مجال البيئة الذي أكسبها مكانة رائدة في المنطقة والعالم. فقد عملت أبوظبي على تطوير البنية التحتية الخضراء وتحسين جودة الهواء والمياه، وتشجيع استخدام الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة في جميع قطاعاتها الحيوية المتنوعة، وقامت بالعديد من الجهود لتعزيز الوعي البيئي بين السكان وتحفيزهم على اتخاذ إجراءات واعية للحفاظ على البيئة، والتي تضمنت إطلاق حملات توعية وبرامج تعليمية للطلاب والمجتمع، وتوفير الدعم للمشاريع البيئية والمستدامة.
أبرز الإنجازات التي حققتها إمارة أبوظبي وأهّلتها لتكون عاصمة للبيئة العربية 2023:
• التغيير المناخي:
– تركز أبوظبي على موضوع التغير المناخي من خلال التخفيف من انبعاثات الكربون والتكيُّف مع الآثار المتوقعة للتغير المناخي، وتعزيز الوعي البيئي في المجتمع. تتصدّى أبوظبي لتغيُّر المناخ من خلال مشاريع مختلفة تشمل تطوير مصارف الكربون الطبيعية وزراعة الملايين من أشجار القرم، وتحويل وسائل النقل إلى وسائل منخفضة الانبعاثات، وتنويع مصادر الطاقة. كما تم تنفيذ تدابير بشأن التغير المناخي في أبوظبي، كاستبدال الإنارة التقليدية بإنارة ذكية في الشوارع لتقليل استهلاك الطاقة وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وإطلاق مبادرة زراعة أشجار القرم ونثر بذورها باستخدام تقنية الطائرات بدون طيار، وتنفيذ رحلة بحث استكشافية للغلاف الجوي لتحسين جودة الهواء وتدابير التخفيف من آثار التغير المناخي، وإطلاق برنامج “العلامة البيئية للمصانع الخضراء” لتقليل الانبعاثات، وتنفيذ مؤشر المزارع المطبقة للممارسات الذكية مناخيًا.
• النقل البري
– تنفذ أبوظبي خطة شاملة للنقل البري والمركبات منخفضة الانبعاثات وإدارة حركة النقل في الإمارة. حيث تم تطوير خطة النقل البري الشاملة في عام 2009 لتلبية الأهداف البيئية والاجتماعية والاقتصادية للمدينة، وقد تم تحديثها في عام 2017 ومرة أخرى في عام 2022، وتتضمن الخطة إجراءات خفض انبعاثات الكربون مثل إنشاء بنية تحتية للنقل العام بتقنيات الطاقة المتجددة، وإيجاد نظم مبتكرة لتشغيل الحافلات بالطاقة الشمسية، وتشجيع استخدام وسائل النقل البديلة مثل الدراجات الهوائية، وغيرها من الوسائل.
• إدارة تدهور الأراضي
– بذلت أبوظبي جهوداً كبيرة لإدارة تدهور الأراضي بسبب التعرية والرياح، حيث تم إنشاء الغابات لتقليل زحف الرمال والحد من تأثيرها على المساحات الخضراء وتلوث الهواء. كما تم إعداد خطط استراتيجية للتخفيف والتكيف مع التغير المناخي للمدن الحضرية، وتم تطوير خطة أبوظبي البحرية لحماية المناطق الساحلية والمحافظة على الموارد الساحلية والموائل البحرية بشكل مستدام. كما تم إجراء مشروع المسح الشامل للتربة لتحديد أنواعها، والذي كشف عن صلاحية مليون هكتار من الأراضي للزراعة المروية. وتم إنشاء بنك عينات التربة الأول من نوعه في الوطن العربي وشمال إفريقيا لحفظ عينات التربة وتوفير معلومات حول التغيرات في جودة التربة.
• حماية التنوع البيولوجي
– تسعى أبوظبي إلى حماية التنوع البيولوجي وتحديد الأنواع المهددة بالانقراض في المنطقة، حيث بلغ عدد الأنواع المسجلة في الإمارة 3,453 نوعاً. وتنفذ أبوظبي برنامجاً شاملاً لتسجيل الأنواع الجديدة وتقييم حالة الحماية لكل منها. كما أطلقت تقرير القائمة الحمراء للأنواع المهددة، وتقرير مؤشر التنوع البيولوجي في المناطق الحضرية، وتمكّنت من إعادة توطين بعض الأنواع المهددة بالانقراض، مثل المها العربي والمها أبو حراب وغزال الداما ومها أبو عدس. وفي عام 2023، فازت أبوظبي بجائزة عالمية لبرامج إعادة تأهيل النظم البيئية الساحلية والبحرية، وتم إدراج جزيرة بوطينة ضمن قائمة اليونسكو لعجائب الطبيعة، معبرةً عن جهودها في الحفاظ على المحميات الطبيعية.
• إدارة المحميات الطبيعية
– تتميز إمارة أبوظبي بإدارتها لأكبر عدد من المحميات الطبيعية في المنطقة العربية، حيث تغطي تلك المحميات 30.88% من مساحة الإمارة الكلية. وتسعى الإمارة أيضًا للحصول على الاعترافات الدولية لأنظمة إدارة المحميات البرية والبحرية من خلال الالتزام بالمعايير الدولية، كما تدير 519 غابة بمساحة 200,000 هكتار، والتي تشكل 2.9% من مساحة الإمارة الكلية. وتعمل الإمارة على توثيق البيانات البيئية وإتاحتها للجمهور من خلال التطبيقات الذكية والأدوات التثقيفية ووسائل التواصل الاجتماعي، وتعزيز برامج الأبحاث البيئية، حيث تم اكتشاف 20 نوعًا جديدًا من الكائنات الحية. وتحرص الإمارة على إضفاء اللمسة الجمالية على المدن والتجمعات السكانية، الأمر الذي يشجع السياحة البيئية في أبوظبي.
• الحفاظ على جودة الهواء
– يعتبر الحفاظ على جودة الهواء وتحسينها ضمن أجندة أولويات الجهات المعنية في الإمارة بهدف تحقيق التنمية المستدامة، وتقليل التأثير السلبي لتلوث الهواء على الإنسان والبيئة. وتم تنفيذ عدة مبادرات ومشاريع استراتيجية لإدارة وتحسين نوعية الهواء في الإمارة، من خلال التنسيق والتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة الأخرى. وقد تم جرد انبعاثات الغازات الدفيئة والزئبق وملوثات الهواء الصناعية وتحليل مصادرها، بالإضافة إلى تطبيق مشاريع الاستخدام النظيف للوقود في قطاع النقل وقطاع توليد الطاقة وإنتاج المياه والتحول إلى الطاقة النظيفة والمتجددة. ودعمت الإمارة مشاريع الفحص الدوري للمركبات وتحسين نظام المرور والإدارة الذكية وتطوير الطلب على الكهرباء والمياه. واعتمدت الإمارة خيارات تنموية للحفاظ على جودة الهواء، وتجنب الأثر السلبي لتلوث الهواء على الصحة والبيئة.
• إدارة الضوضاء
– تم إعداد خريطة لمستويات الضوضاء في إمارة أبوظبي من خلال دراسة حددت آليات التعامل مع الضوضاء، كما تم تركيب 22 جهازاً لمراقبة مستويات التلوث في شبكـة مراقبـة نوعيـة الهـواء والضوضاء في 20 موقـعاً. وتم إدخال القراءات المستقاة من الدراسة الميدانية في نظام نمذجة رياضية تتضمن حركة السيارات ومواقع الإنشاءات، والتركيز السكاني وإنتاج خريطة كنتورية تبين المناطق المتأثرة بالمستويات العالية للضوضاء، وتلك الأقل تأثرا تمهيداً لوضع خطط التحسين.
• إدارة النفايات
– نجحت أبوظبي في مواجهة تحديات إدارة النفايات من خلال مجموعة من المبادرات التي ساهمت بدورها إلى تمكين الإدارة المثلى للنفايات، وتشجيع مبادئ الاقتصاد الدائري، ومن أهمها إعداد الخطة الإستراتيجية لإدارة قطاع النفايات (2021-2025)، تطوير وتنفيذ الأطر التنظيمية والتشريعية، تطوير نظام إلكتروني لتصنيف النفايات، بناء منظومة متكاملة للتفتيش والامتثال والإنفاذ البيئي، وإصدار سياسة إنتاج الطاقة من النفايات في عام 2021، إنشاء ثلاث محارق جديدة وبأعلى المواصفات العالمية لمعالجة النفايات الطبية والخطرة المتولدة، إعداد سياسة المواد البلاستيكية المستخدمة لمرة واحدة واللائحة التنفيذية لها، وتطوير وتنفيذ خطة توعوية متكاملة تستهدف شرائح مختلفة من المجتمع.
• إدارة موارد المياه الجوفية
– ضمن التدابير التي تم اتخاذها في هذا المجال، إصدار تراخيص وتنظيم عملية حفر الآبار الجوفية، وإكمال أول مشروع لحصر آبار المياه الجوفية في الإمارة في 2018، وإصدار أول أطلس من نوعه للمياه الجوفية في إمارة أبوظبي، وتوفير مياه للشرب وقت الطوارئ. وبرنامج تقييم الخزانات الجوفية العميقة وتحديد إمكاناتها والمخزون الجوفي بها ونوعيته وإمكانية استغلاله في المستقبل في 2020. وإنجاز مشروع الخريطة الهيدروجيولوجية لإمارة أبوظبي. كما أُصدرت السياسة العامة لإدارة وحماية المياه الجوفية في الإمارة؛ وسياسة استدامة جودة المياه البحرية.
• معالجة مياه الصرف الصحي
– يتم تصريف ومعالجة مياه الصرف الصحي من خلال عدة محطات مزودة بأحدث الوسائل والمرافق المتطورة والتقنيات الحديثة في مجال معالجة مياه الصرف الصحي لإعادة استخدامها في الأغراض الزراعية وري المسطحات الخضراء. كما قامت إمارة أبوظبي باتخاذ التدابير التالية في سبيل توفير حلول صرف صحي مستدامة مثل إطلاق مشروع تطوير النفق الاستراتيجي في الخدمة عام 2017. تنفيذ مشروع إعادة تأهيل واستبدال خطوط الصرف الصحي في أبوظبي عام 2017، بناء 41 محطة لجمع ومعالجة أكثر من 320 مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي في العام، ومراقبة شبكة الصرف الصحي من خلال مؤشرات أداء رئيسية.
• الابتكار
– تمثل الاستراتيجية الوطنية للابتكار الإطار العام لقيادة وتنسيق جهود الابتكار على المستوى الوطني لجعل الإمارات ضمن الدول الأكثر ابتكاراً على مستوى العالم خلال السنوات القادمة، تماشياً مع مئوية الإمارات 2071. تعتمد إمارة أبوظبي بشكل أساسي على البيانات العلمية الدقيقة والسليمة والدراسات والبحوث والبرامج الي تُعنى بشؤون البيئة والحياة الفطرية كأساس للبحث عن حلول مستدامة لحل التحديات، وتطوير وإصدار وإنفاذ السياسات والتشريعات البيئية. وكذلك تلتزم إمارة أبوظبي بنشر ثقافة الابتكار لإثراء العمل البيئي، وتحفيز طرح مبادرات بيئية مبتكرة تقدم حلولاً ناجحةً للتصدي للتحديات البيئية، ونتيجة لذلك حازت الإمارة على عدة جوائز ابتكار في المجال البيئي.
• الاستدامة
– أعدت الحكومة أطر عمل السياسات لضمان وضع اعتبارات الاستدامة في مقدمة الأولويات في كافة خطط التنمية. ستؤدي هذه التنمية السريعة إلى الضغط بشكل كبير على الموارد الطبيعية والبنية التحتية لإمارة أبوظبي. ولتحقيق هذا الغرض، تم إعداد “استراتيجية أبوظبي لإدارة جانب الطلب وترشيد استخدام الطاقة 2030” والتي تضع أهدافاً محددة لخفض استهلاك الكهرباء بنسبة 22 % والمياه 32 % بحلول عام 2030. وسيسهم هذا في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 9 ملايين طن بحلول عام 2030.
• برامج التوعية والتعليم البيئي
– حققت برامج التوعية والتعليم البيئي إنجازات كبيرة على مستوى إمارة ابوظبي بشكل خاص، كما ذاع صيتها في جميع أنحاء العالم. حيث حازت على جوائز إقليمية وعالمية عن برامج التوعية البيئية من قِبل المنظمات العالمية مثل الأمم المتحدة. ونتيجة للبرامج البيئية التوعوية التي استهدفت الطلاب والشباب والموظفين وعموم أفراد المجتمع؛ تحسنت نسبة الالتزام بالسلوك البيئي في الإمارة من 55% في عام 2012 الى 78% في عام 2021.