حاتم الطائي حفظ النعمة فريضة وأمر شرعي وواجب مجتمعي

خلال مشاركته في منتدى حفظ النعمة الأول رمضان 2024

شبكة بيئة ابوظبي، الإمارات العربية المتحدة، 31 مارس 2024

أكد المكرم حاتم حمد الطائي رئيس تحرير جريدة الرؤية العمانية، الرئيس الشرفي للمنتدى أن حِفْظُ النعمةِ مِن مَأكَلٍ ومَشْرَبٍ ومَلْبَسٍ فريضةٌ وأمرٌ شرعيٌّ ابتداءً، وواجبٌ مجتمعيٌّ وسلوكيٌّ بالتبعيَّة؛ “فَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ حَلالاً طَيِّبًا وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ”، ويقول تعالى: “وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ”، وقوله كذلك: “وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا”.

جاء ذلك أثناء مشاركة الطائي في منتدى حفظ النعمة الأول رمضان 2024، المنظم من قبل شبكة بيئة أبوظبي بالتعاون مع الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية ومجموعة نايا للتميز بالإمارات، وجمعية عين البيئة بمصر، تحت شعار “تقليل الفاقد والمُهدر من الطعام”، دعماً للهدف (12) من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة (SDGs)، وذلك يومي 23 و 24 مارس 2024 الموافق 13 و 14 رمضان 1445، بمشاركة 21 خبيراً من مدراء بنوك الطعام وحفظ النعمة يمثلون 12 دولة عربية.

وأضاف أن مردُّ ذلك، ما يتَرتَّبُ على الإسرافِ والتبذيرِ من عَوَاقِبَ سيئةٍ للغَايَة؛ فشَرَهُ الشراءِ واقتناءِ مَا يَلْزَم ومَا لَا يَلْزَم مَعَ مَقْدِمِ هَذَا الشَّهر العَظِيْم، والاستهانةُ بِكُلِّ هَذِه النعم التي تَزِيدُ على الحَاجَةِ، إمَّا لِعَدَمِ القدرةِ عَلَى إِلجَامِ الشَّهَوَات أو في بَعْضِ الأحيانِ تَكُونُ للتَّبَاهِي، والمَوَائِد الطُّوَال العِرَاض التِي لا يُؤكَلُ نِصْفُهَا، فِيْمَا يَكُونُ نَصِيبُ المُتبقِّي سَلَّاتِ المُهْمَلَاتِ والنَّفَايَات، جَمِيعُهَا بمَثَابةِ طَلقَاتٍ مِنَ العِيَارِ الثَّقِيلِ لكسرِ قُلوبِ الفُقَراءِ والمحتاجِيْن؛ فكَيْفَ هُم لا يَجِدُونَ ما يسدُّونَ بِه رَمَقَهُم، وَهَذِهِ النِّعَم تُرمى، وَمَا يُرمَى مِنْ بعضِ البيوتِ قد يَكْفِي عائلةً كاملةً من الفقراء.. فعَلَى الجميعِ أن يَعِي ويُدرك أولا أنَّ شهر رمضان شهرٌ للصِّيَام، وليسَ الطَّعَام، وأنَّ اللهَ فَرَضَهُ لتنقيةِ النفوسِ من كثيرٍ من العَادَاتِ السَّلبية، والعللِ التي تَفتِكُ باللُّحمةِ الدينيةِ والمجتمعيَّة؛ ففيهِ تنقيةٌ للروح، وتصويبٌ لمسارِ الشهواتِ والعاداتِ السيئة التي تَرَاكَمَتْ خلالَ عامٍ كامل، فيَحْدُثُ بذلِكَ ما يُمكن تَسْمِيتُه بـ”التطهير الكُلي” للقلوبِ والنُّفوس.

وأردف بأن رمضانَ كموسمٍ دينيٍّ مُتجدِّد، تفرضُ خُصُوصِيَّتُهُ أنْ لَا نَتَعَامَل مَعهُ كمعرضٍ غذائيٍّ لشتَّى المأكولاتِ والمشروباتِ التي تزدحمُ بها موائدُنَا، والإقبالِ عَلَيْهَا بنَهَم، والإكثار مِنْهَا حتَّى التُّخمة، بل هُو فُرصةٌ عظيمةٌ للإحساسِ بمُعَانَاةِ الفقراء، واستشعارِ نِعَمِ اللهِ، فنحنُ مَسؤولونَ عنهَا ومحاسبونَ عليهَا. ففي الحديثِ عن أم المؤمنين عائشةِ رضي اللهُ عنها، قالتْ: “دَخَلَ عليّ النبيُّ فرأى كِسرةً ملقاةً، فأخَذَهَا، فَمَسحَها، ثمَّ أَكَلَهَا، وقال: يا عائشةُ! أَحْسِنِي جَوَارَ نِعَمِ اللهِ، فإنَّها مَا نَفَرتْ من قومٍ فَعادتْ إليهِم”.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

خبراء بنوك الطعام وحفظ النعمة يستشعرون خطر هدر الطعام خصوصاً في شهر رمضان

خلال منتدى حفظ النعمة الأول الذي نظمته شبكة بيئة ابوظبي بمشاركة 21 خبيراً من مدراء …