نادي صقّاري الإمارات يُعزز جهود استدامة الصيد بالصقور

شبكة بيئة أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة، 25 أبريل 2024

ذكر نادي صقّاري الإمارات أنّ موسم المقناص 2023-2024 كان إيجابياً للصقارة في الإمارات والعديد من دول العالم، وذلك بينما تمّ الاحتفاء في نوفمبر الماضي بمرور 13 عاماً على تسجيل الصقارة في القائمة التمثيلة للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة اليونسكو مع تضاعف عدد الدول المُنضمّة لعملية التسجيل إلى 24 دولة، وهو ما انعكس على توسّع رقعة انتشار رياضة الصيد بالصقور عالمياً لتُمارس اليوم بشكل مشروع في 90 دولة من قبل ما يزيد عن 100 ألف صقّار.

وأكد معالي ماجد علي المنصوري الأمين العام لنادي صقاري الإمارات رئيس الاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة (IAF) أنّ الدور الأهم في كل ذلك كان لأبوظبي ودولة الإمارات التي قادت جهوداً عالمية لتحقيق هذا الإنجاز والاعتراف الأممي المُهم بمشروعية ممارسة الصيد بالصقور.

وتوجّه معاليه بخالص الشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حفظه الله، ولسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس نادي صقاري الإمارات، للدعم الكبير الذي يُقدّمه سموهما لجهود ومشاريع صون الصقارة، وتعزيز أسس التعاون المُشترك بين مختلف الشعوب والثقافات سيراً على ما زرعه المغفور له الشيخ زايد – طيّب الله ثراه – في قلوب أبناء الإمارات من عشق لهذا التراث الأصيل والاعتزاز به.

وكشف أنّ مدرسة محمد بن زايد للصقارة وفراسة الصحراء في رماح ومنتجع تلال بمنطقة العين، شهدت إقبالاً واسعاً على تعلّم فن الصقارة العربية وتقاليد العيش في الصحراء، إذ استطاعت المدرسة أن تستقطب منذ تأسيسها لغاية اليوم 5039 طالباً من الجنسين، منهم 2977 من الذكور، و 2062 من الإناث، فضلاً عن تنظيم برامج خاصة جاذبة للسياح، ولكبار الشخصيات من ضيوف أبوظبي ودولة الإمارات، حيث غدت المدرسة اليوم وجهة تعليمية وثقافية وسياحية رئيسة في المنطقة.

وأشار معاليه إلى أنّ المدرسة تهدف إلى زيادة الوعي بقيمة الصقارة كتراث إنساني، وغرس المبادئ والممارسات الصحيحة لهذا التراث العربي الأصيل في النشء. وهي تُشكّل جزءاً من الجهود المبذولة لتعميق التواصل بين الحاضر والماضي، وإحياء إنجازات الصقار الرائد على مستوى العالم، المغفور له الشيخ زايد، ونهجه الأصيل في المحافظة على رياضة الصقارة وتوريثها لأجيال المستقبل.

واستمرّ موسم الصيد بالصقور 2023-2024 في إمارة أبوظبي نحو 3 أشهر انتهت في يناير الماضي، إذ أصدرت هيئة البيئة- أبوظبي 2603 رخص صيد تقليدي (لممارسة الصقارة) محددة لموسم واحد فقط، وذلك بينما يرغب صقّارون بدراسة إمكانية تمديد موسم الصيد بالصقور بحيث يستمر حتى فبراير أو مارس من كلّ عام.

وكان عدد كبير من مُربّي الصقور والمُختصّين بتكاثرها وتدريبها ورعايتها، إضافة لمُصنّعي ومُبتكري أدوات الصقارة ومُستلزماتها، قد شاركوا في فعاليات معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2023 الذي يُعتبر وجهة فريدة لصقّاري الإمارات والمنطقة والعالم ومُلتقى للتشاور وتبادل الخبرات حول عالم الصقارة. كما وتواجدت في المعرض شركات إقليمية ودولية قدّمت للصقّارين أحدث التقنيات المتعلقة بالصقارة ومُستلزماتها القديمة والحديثة، إضافة للشركات المُهتمّة بصحة الطيور وعلاجها وأدويتها.

وفي إطار مُساهمته في جهود صون رياضة الصيد بالصقور وتوريثها للأجيال، وتعزيز ممارسة الصيد المُستدام والحدّ من الاتجار غير المشروع بالحبارى البرّية، يضع نادي صقّاري الإمارات سنوياً، وبالتعاون مع الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، خطّة سنوية بشأن توفير طيور الحبارى المُكاثرة في الأسر، والتي دأب خلال المواسم الماضية على تخصيصها لأغراض تدريب الصقور للصقّارين وللمُستفيدين من برنامج النادي، والمُسجّلين فيه من قبل محميات الصيد.

واختتمت في يناير الماضي فعاليات مخيم الصقارة الإماراتي-الياباني المُشترك، والذي أقيم بدعم من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس نادي صقّاري الإمارات، وذلك في إطار تنفيذ الاتفاقية التي وقّعها النادي مع مؤسسة “إينبيكس-جودكو” اليابانية بهدف تعزيز ودعم برامج الصداقة والتبادل الطلابي والتعاون الثقافي القائم بين الصقّارين الإماراتيين واليابانيين.

يُذكر أن مدرسة محمد بن زايد للصقارة وفراسة الصحراء، التي افتتحت في ديسمبر 2016، تُقدّم باقة من البرامج التعليمية المميزة منها: دروس نظرية في تربية الصقور (أنواعها، وتشريحها، طرائدها، مبادئ الصقارة وأخلاقياتها)، كيفية الحفاظ على الصقور (أسس التعامل معها، وكيفية استدامتها)، الدروس العملية للصقارة (التعامل مع الصقور، تدريبها وتربيتها ورعايتها، والحفاظ عليها)، فراسة الصحراء (الآداب والسنع والأخلاقيات الواجب اتباعها)، وكذلك التعرّف على أهمية طائر الحبارى في الصقارة العربية.

وتضمّ المدرسة مكتبة ومجموعة من مُعدّات تربية الصقور القديمة والنادرة، ومعرضًاً يضمّ باقة فريدة من صور المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وهو يُشارك في هوايته المفضلة.

ويسعى نادي صقاري الإمارات منذ تأسيسه في عام 2001 من خلال مشاريعه للمُحافظة على الصيد بالصقور كتراث إنساني وإرث تاريخي والتعريف بالمبادئ الأساسية والمُمارسات السليمة للصقارة العربية وأخلاقياتها، وتعزيز الصيد المُستدام، ودعم الدراسات والتشريعات والآليات الهادفة للمُحافظة على التنوّع البيولوجي، والمُساهمة في مشاريع صون الصقور والطرائد وإكثارها في الأسر وحماية بيئاتها الطبيعية ومناطق انتشارها، بالإضافة لتنظيم الأنشطة والفعاليات ذات الصلة، وتطوير التعاون الدولي مع المؤسسات المعنية بصون الصقارة.

يُذكر أنّه وخلال فعاليات الدورة العشرين من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية سبتمبر الماضي، نظّم نادي صقّاري الإمارات، وبالتعاون مع الاتحاد العالمي للصقارة والمحافظة على الطيور الجارحة، مؤتمر “استدامة الصقارة.. مواجهة تحدّيات القرن الحادي والعشرين”. كما ونظّم النادي مؤتمر “دور وسائل الإعلام في صون الصقارة والتراث الثقافي غير المادي” بمُشاركة واسعة. وتميّز المعرض بنجاح كبير لمزاد الصقور المُكاثرة في الأسر، وللمُسابقات الفريدة من نوعها في مجال الصقارة.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

نادي صقّاري الإمارات يُصدر عدداً خاصاً من مجلة “الصقّار”

ماجد علي المنصوري: في دار زايد.. قيم الأصالة راسخة بجذورها شبكة بيئة أبوظبي، الإمارات العربية …