اطلقه مجلس الإمارات للأبنية الخضراء بالشراكة مع بنك “إتش إس بي سي الشرق الأوسط” بالتعاون مع “إيكوديم” و”ملتيبليكس”
بنك “إتش إس بي سي” يدعم برنامج تطوير القدرات بالتعاون مع مجلس الإمارات للأبنية الخضراء وشريك التدريب “إيكوديم” (Equidem)وشريك المعرفة “ملتيبليكس” (Multiplex)
يهدف البرنامج إلى دعم جهود الأطراف المعنية في البيئات العمرانية بما يتعلق بتحسين رفاهية العمال تماشياً مع القوانين المعمول بها في دولة الإمارات واتفاقيات منظمة العمل الدولية
سيتكون البرنامج من مسارين، وسيركز المسار الأول على اللاعبين الرئيسيين في البيئات العمرانية ويهدف إلى جسر الفجوات المعرفية ونشر الوعي حول ممارسات العمل المسؤولة اجتماعياً الكفيلة بتحقيق رفاه العمال؛ وسيوجه المسار الثاني تركيزه على العمال أنفسهم لضمان استقرارهم المالي ومرونتهم في التعامل مع الصعوبات المالية
سيكون باب المشاركة في الدورات التدريبية عبر الإنترنت مفتوحاً للمطورين والمهندسين وشركات المقاولات والمقاولين الفرعيين ومزودي خدمات إدارة المرافق وخدمات الأبنية في دولة الإمارات العربية المتحدة
شبكة بيئة ابوظبي: دبي، الإمارات العربية المتحدة، 14 يوليو 2021
أعلن مجلس الإمارات للأبنية الخضراء، المنتدى المستقل الذي يهدف إلى الحفاظ على البيئة من خلال تعزيز وتشجيع الممارسات المتعلقة بالأبنية الخضراء، عن توقيع اتفاقية شراكة مع بنك “إتش إس بي سي الشرق الأوسط”، لإطلاق برنامجٍ “ممارسات العمل المسؤولة اجتماعياً” الذي يهدف إلى تطوير القدرات في هذا المجال والارتقاء بممارسات المسؤولية الاجتماعية الضامنة لرفاه العمال وتحسين قدراتهم المالية.
وبالتعاون مع شريك التدريب “إيكوديم” (Equidem) وشريك المعرفة “ملتيبليكس” (Multiplex)، سيساعد البرنامج القطاع على المضي قدماً في جهوده الرامية لتحقيق رفاه العمال بما ينسجم مع قوانين العمل السارية في دولة الإمارات العربية المتحدة واتفاقيات منظمة العمل الدولية التي صادقت عليها الدولة، والمبادئ التوجيهية للأمم المتحدة بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان.
ويأتي إطلاق هذا البرنامج في الوقت الذي تعاني فيه الشركات حول العالم من الصعوبات الاقتصادية الناجمة عن جائحة “كوفيد-19″، ولاتزال تبذل قصارى جهودها لضمان معاملة العمال بشكل أخلاقي مع توجيه التركيز على مسائل ذات أولوية قصوى على غرار الصحة والسلامة والعافية والأجور والأمان الوظيفي والممارسات العادلة لسداد المستحقات.
وفي هذا السياق، قال علي الجاسم، رئيس مجلس إدارة “مجلس الإمارات للأبنية الخضراء”: “اكتسبنا على مدار أكثر من عقد من الزمن خبرات كبيرة في سبل تعزيز البيئات العمرانية المستدامة، وسنعتمد على هذه التجربة الطويلة لتطوير برنامج التدريب على ’ممارسات العمل المسؤولة اجتماعياً‘ وتنفيذه بأفضل شكل ممكن بالتعاون مع شركائنا والخبراء المعنيين. ولاشك أن التنمية المستدامة هي محور رئيسي لمزاولة أعمالنا وتقوم على ثلاثة عناصر رئيسية وهي الكوكب والكوادر البشرية والأرباح، وبهذا فإن دور العمال في تحقيق الرؤية الخضراء في الدولة جوهري بكل المقاييس، لأنهم يقفون في المقدمة لمزاولة العمل الحقيقي وتشييد المشاريع. وبهذا فإن تحقيق استقرارهم المالي يرتبط ارتباطاً وثيقاً برفاهيتهم وإنتاجيتهم. ونتطلع قدماً لتأسيس قوى عاملة واعية وواثقة بمحيطها المهني عبر ترسيخ أفضل الممارسات الأخلاقية للتعامل مع عمال البناء وتعزيز ثقافتهم المالية”.
وتشير تقديرات منظمة العمل الدولية إلى انخفاض عالمي بدخل العمالة خلال عام 2020 بنسبة 8,3%، بما يعادل 3,7 تريليون دولار، أو 4,4% من الناتج المحلي العالمي الإجمالي[1]. كما أشارت أرقام المنظمة إلى أن تأثيرات خسائر الاقتصاد العالمي الناجمة عن الوباء زادت من اتساع فجوة الدخل وأضعفت شرائح معينة في المجتمع، وكانت أكثر حدة على النساء والعمال الوافدين والشباب.
وسيعمل برنامج تطوير القدرات المتاح لكافة المؤسسات العاملة في قطاع الأبنية الخضراء في دولة الإمارات العربية المتحدة، على تعزيز جاهزية الجهات المشاركة بما يضمن مواصلتها منح الأولوية لجهود رعاية قواها العاملة في جميع الأوقات، لاسيما بالنظر إلى الصعوبات التي يواجهها العالم في مرحلة ما بعد الجائحة. كما أن المشاركة في الدورات التدريبية متاح لشركات التطوير العقاري والمقاولات وكافة الأطراف المعنية الرئيسيين المشاركين في إنشاء وتشغيل وصيانة وخدمة المباني وتطوير البنية التحتية.
من جهتها، قالت صابرين رحمن، رئيس قسم الاستدامة لدى بنك “إتش إس بي سي” أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا: “يتعين أن تكون ممارسات العمل المسؤولة اجتماعياً محوراً رئيسياً لعمليات البيئات العمرانية، بدءاً من مهام الإنشاء والتشييد إلى تقديم الخدمة وعبر كامل سلسلة التوريد. ولاشك أن رفاه العمال هو أمر بالغ الأهمية، ويجب على أي مبنى أو مشروع تطوير عقاري ينسجم مع المعايير الخضراء أن يخضع لأرقى معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات، وليس فقط للمعايير البيئية ومعايير توفير الطاقة. وقد أظهرت الدراسات أن تحسين التثقيف المالي الذي يثمر في تحقيق الاستقرار، ينعكس بالإيجاب على صحة الأفراد النفسية. وفي هذا الإطار، يسرنا في بنك ’إتش إس بي سي‘ دعم رفاه الأفراد في المجتمعات التي نعمل فيها، ويسعدنا التعاون مع مجلس الإمارات للأبنية الخضراء ضمن هذا البرنامج”.
وسيتم تقديم البرنامج ضمن مسارين للشركات المشاركة، وسيستهدف مختلف مستويات الإدارة والموظفين والقوى العاملة. وسيركز المسار الأول المقدم عبر الإنترنت على ممارسات العمل المسؤولة اجتماعياً، وسيساعد في صقل القدرات لترسيخ أفضل الممارسات لإدارة رفاه العمال، وسيغطي مجالات مثل: أطر حماية رفاه العمال؛ والتوظيف المسؤول؛ ومراقبة رفاه العمال؛ والصحة والسلامة المهنية؛ وسداد الأجور والمزايا المقدمة للعمال؛ وآليات التظلم ومعايير العمل وسلسلة التوريد.
أما المسار الثاني فسيركز على الرفاه المالي للعمال من خلال تعزيز قدراتهم على إدارة شؤونهم المالية. وسيتناول هذا المسار موضوعات مثل كيفية إدارة المدخرات ووضع الميزانية، وكذلك كيفية الوصول إلى الائتمان وتعزيز المرونة المالية خلال فترات انعدام اليقين والاستقرار، كحال فترة الجائحة الحالية.
بدورها، قالت جيسيكا فيردون، مدير الاستدامة الأول في شركة “ملتيبليكس”: “تؤثر البيئات العمرانية بشكل مباشر على مستويات الحياة الصحية ورضا أفراد المجتمعات. وتؤدي كثرة الشركات الفرعية المتعاقدة لإنشاء المشاريع وضمن سلاسل التوريد لعمليات المقاولات إلى نشوء تحديات رئيسية وتضع العمال عرضة للمخاطر. لذلك فإن ضمان العدالة الاجتماعية خلال عمليات إنشاء وتشييد البيئات العمرانية ينطوي على أهمية كبيرة نظراً لدور هؤلاء العمال الجوهري في التحول نحو مدن منخفضة الكربون وقادرة على التصدي لتحديات التغير المناخي. وعلى مدار السنوات الخمسة الماضية، واصلنا في شركة ’ملتيبليكس‘ مسيرتنا في دولة الإمارات العربية المتحدة لتعزيز حقوق العمال وضمان عدم استغلالهم والارتقاء برفاههم، وحرصنا على التعاون بشكل مباشر مع جميع المعنيين بسلسلة التوريد لتوفير أفضل بيئة عمل ممكنة للعمال وتنسجم مع أرقى المبادئ لتشييد الأبنية بمسؤولية تامة. ونفخر بكوننا أحد شركاء المعرفة الرئيسين ضمن هذا البرنامج وسنحرص على مشاركة معارفنا مع أقراننا للارتقاء بممارسات العمل الأخلاقية”.
وقال مصطفى قادري، المدير التنفيذي لشركة “إيكوديم للأبحاث والاستشارات”: “في ضوء مضي دولة الإمارات قدماً بمسيرة التحول نحو ممارسات الأعمال الأكثر استدامة بما يتماشى مع أرقى المعايير الدولية، أصبحت الفرصة مواتية للأطراف المعنية ضمن البيئات العمرانية لمعالجة القضايا المرتبطة بعافية العمال وتحسين ظروفهم المالية. ونعلم جميعاً بوجود آلاف العمال في دبي والإمارات الأخرى ويعملون في قطاع الإنشاء والتشييد والقطاعات الأخرى المرتبطة بها، ويرسلون تحويلات مالية قيمة إلى بلدانهم ويتعلمون مهارات مهمة. لذلك نسعى من خلال برنامج تطوير القدرات لتمكين هؤلاء العمال من معرفة حقوقهم وتوعية أصحاب العمل والأطراف المعنية الآخرين وتزويدهم بالمعلومات والإرشادات الكفيلة بتعزيز رفاه العمال وتحسين ظروفهم المالية، الأمر الذي يعتبر ركيزة رئيسية لتأسيس بيئات عمرانية مستدامة”.
وسيتم تنظيم الدورة التدريبية الأولى عبر الإنترنت في الفترة ما بين 23 أغسطس و1 سبتمبر كسلسلة محاضرات تتراوح مدتها ما بين ساعة إلى ساعتين. ويمكن الالتحاق بالبرنامج التدريبي مجاناً وسيتم تخصيص الأماكن وفقاً لأسبقية الحضور. يمكن للمؤسسات المهتمة بالمشاركة الاطلاع على مزيد من التفاصيل والتسجيل على موقع مجلس الإمارات للأبنية الخضراء الإلكتروني: https://emiratesgbc.org/responsible-labour-practices / أو عبر التواصل من خلال البريد الإلكتروني: training@emiratesgbc.org.
ويستضيف “مجلس الإمارات للأبنية الخضراء” بصورة دورية فعاليات ومؤتمرات ومنتديات إقليمية وعالمية. كما حرص المجلس على تطوير سلسلة من الأنشطة بما في ذلك فعاليات التواصل وورش العمل التقنية وأيام العمل المكثف وتقديم التسهيلات للبرامج التدريبية المتخصصة بقضايا تعنى ببيئات المباني بما يلبي متطلبات الأعضاء والمجتمع الإماراتي ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام.