الغذاء الذكي – الغذاء الوظيفي

شبكة بيئة ابوظبي: عمّان، بقلم رانيا البابلي: رئيس فريق الغذاء الذكي 10 يناير 2020
العلم والتقنية كانا ولا يزالا وسيبقيا العامل الحاسم في التطور الإنساني منذ بدء الخليقة والى يوم البعث العظيم، والعلوم التغذوية ومنافع السلع الغذائية البكر والزراعية والمصنعة وتقنيات إنتاجها استندت إلى معايير عديدة من أهمها العلوم الطبية والصيدلانية والمنافع الصحية لكل منتج غذائي، وللوقاية أولاً وللعلاج ثانياً أشار العلماء إلى فوائد ما يتاح للإنسان من أنواع الأطعمة وطبيعة محتوياتها ومكوناتها الدقيقة من أنزيمات وبروتينات وفيتامينات ومعادن وغيرها. وكان التقدم في فهم العلاقة بين التغذية والصحة أساساً هو الذي أدى إلى تطوير مفهوم الأطعمة الوظيفية، وهو ما يعني اتباع منهاج عملي وجديد لتحقيق الصحة والسلامة المثلى.
وحسب تعريف المجلس العالمي الغذائي للمعلومات هي مكونات الأطعمة الناشطة بيولوجيا التي تؤدي إلى تحسين وظيفة فسيولوجية أو حالة صحية بالإضافة إلى قيمتها الغذائية قادرة على تقليل أو الحد من خطر الأمراض وتحسين نوعية الحياة والمساعدة على نمو الإنسان وتطويره وتحفيز قواه كاملة.
وهي الوجبة الكاملة المصممة لتزويد الجسم بجميع العناصر الغذائية التي يحتاجها، لأنه جزء من نظام غذائي يومي، وليس نظام غذائي طاري يحقق هدف محدد وإنما هو البديل المثالي أو المنتظم، لتناول وجبة متكاملة بأقصر وقت وأقل كلفة وغالباً ما يشار إلى الغذاء الذكي باسم “غذاء المستقبل لأنه قائم على المكونات الطبيعية الآمنة بيئيًا والناشطة بيولوجيا لتصبح نمط حياة – وعند تعديل أنماط الحياة للمجتمعات يكون هناك تعديل للثقافة الغذائية للأفضل، الثقافة الغذائية هي عامل أساسي للأمراض المتفشية والمتنامية فالعلاقة طردية بين الاستهلاك للغذاء الذكي والوعي الغذائي.
ومن هنا يأتي الأمر الذي لا شك فيه أن إنتاج الأغذية الذكية سيشهد في المستقبل تطوراً في زيادة أعداد المنتجات وطبيعة المواد الأولية الداخلة في تصنيع المنتجات وزيادة كبيرة في البحوث العلمية وتطبيقاتها التقنية بالأخص البحوث الطبية والصيدلانية واكتشاف مكونات المواد الزراعية الأولية وفوائدها التغذوية.
يمكن للغذاء الذكي والوظيفي أن يكون فرصة للنمو الاقتصادي لكثير من الدول النامية ولا سيما تلك التي تحظى بالتنوع الحيوي وبالمعرفة التقليدية المتراكمة حول التأثيرات الصحية لأصناف النباتية المحلية، كما يمكن للعديد من الدول النامية أن تنافس في إنتاج الغذاء الوظيفي بسبب تكاليف العمالة المنخفضة فيها مقارنة بالدول المتقدمة، وبالإضافة إلى الفرص الاقتصادية الناشئة عن إنتاج أغذية وظيفية متنوعة وعالية القيمة، فإن النشاطات الزراعية المرتبطة بإعداد الغذاء الوظيفي يمكنها أن تنشط التنمية الزراعية في المجتمعات الريفية من خلال توفير فرص العمل الزراعي والزراعي- الغذائي المرتبط بالاستثمارات – سواء منها العامة أو الخاصة – المتركزة في إنتاج وتصنيع الغذاء الوظيفي، ولاسيما عندما يتم العمل على تأهيل بعض الأصناف النباتية البرية والاستفادة منها في هذا المجال.
ولا نغفل انعكاساتها على الاقتصاد كافة الدول من حيث فتح خطوط إنتاج جديدة وفتح أسواق محلية وعالمية جديدة متعطشة لمثل هذه المنتجات والتي أثر هذه الصناعات بتشغيل أيدي عاملة وفتح مشاريع ريادية صغيرة ومتوسطة إلى كبيرة.
بالإضافة إلى الحد والتقليل من الفاتورة الطبية التي تدفعها الدول لتغطية نفقات العلاج للأفراد التي حتماً ستتقلص إلى درجة كبيرة عاماً بعد عام لتستثمر هذه الأموال بمشاريع تنموية أخرى.
مؤتمر الغذاء الذكي- الغذاء الوظيفي والذي أقامته شركة البوابة لإدارة الفنادق والمؤتمرات (2018 و 2019) بالتعاون مع نقابة المهندسين الزراعيين ومستثمرين لعام 2020 بالمستوى الدولي ليكون منارة لمن تاهت بهم السبل بالأمراض المختلفة و دليلاً صناعياً لرواد الصناعات الغذائية.
تناول أهم المنتجات الغذائية والمواد الأولية التي تقدم حلولاً صحية ذكية كالتمور وزيت الزيتون والعسل بالإضافة إلى الخضار والفواكه والأعشاب العطرية – من ناحية تأثيرها الكيميائي والبيولوجي على الإنسان .
عام 2020 –عام التمر كغذاء ذكي- جاء هذا الاختيار ثمرة لتوقيع مذكرة تفاهم بين سمارت فود وجمعية التمور الأردنية بمهرجان التمور الأردني الثاني ومذكرة تفاهم ثانية بين سمارت فود والاتحاد العربي للتمور 2019 من خلال تقديم ورشات العمل التوعوية للمجتمعات والعمل مع الصناعيين لتقديم المنظومة بشكلها الجديد مع تقديم معززات لهم للتأثير ايجاباً على ثقافة الشعوب الغذائية. سائلين المولى عز وجل النجاح من خلال المزيد من الشراكات والتعاون مع الجهات والمنظمات المختلفة.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

كيف تعرف إذا كنت تعاني من الإجهاد التأكسدي؟

شبكة بيئة ابوظبي، بقلم، خبيرة الغذاء والتغذية، ندى زهير أحمد الاديب، الامين العام لجمعية الامارات …