شبكة بيئة ابوظبي: الامارات، إعداد اختصاصية التغذية المجتمعية: سارة الهاملي، إدارة التغذية المجتمعية، مستشفى توام، شركة صحة-أبوظبي 05 يناير 2019
يقول البدو «أن لبن الإبل يدخل ولا يُدخل عليه»، أي أنه يغني عن غيره من الأغذية التي لا حاجة لها بعد تناوله، والأبحاث الحديثه أظهرت فوائده الصحية المختلفة بالإضافة إلى خصائصه الغذائية واختلافها عن غيرها من الألبان.
لبن الأبل أبيض اللون، ويتباين مذاقه من الحلو إلى الحاد والمالح حسب عمر الناقة ومرحلة الإنتاج ونوع العلف وطبيعة ماء الشرب. يحتوي على 3 أضعاف كمية فيتامين ج و 10 أضعاف معدن الحديد مقارنة بحليب الأبقار. غني بمضادات الأكسدة ومصدر مهم للبروتين وغير مثير للحساسية الناتجة عن عدم القدرة على هضم الحليب ويعتبر اللبن المفضل للقبائل البدويه في الإمارات وتقوم بعض المصانع المحلية الإماراتية بإنتاج الألبان الطازجة و الألبان الرائبة والمثلجات و الأجبان و السمن من الجمال.
لبن الأبل والأغذية الوظيفية
ظهر مفهوم الأغذية الوظيفية نتيجة لتطور العلم والبحث في الأغذية ليس فقط كمصدر للعناصر الغذائية وإنما إلى معرفة المواد الفعالة و الحيوية والتي تسهم في العلاج و الوقاية و الحد من الأمراض المختلفة ولأهمية ألبان الأبل العلاجية تم ترشيحة للدخول بقائمة الأغذية الوظيفية.
الإهتمام الحالي بألبان الأبل ليس حديثاً فاستعمالات الناس لهذه الألبان منذ القدم وفي عدد مختلف من المجتمعات و القبائل حول العالم. حيث أن للبن الأبل الطازج منه أو المخمر (الرائب) فوائد علاجية مختلفة كعلاج: اليرقان، السل الرئوي، اللشمانيا، و غيرها من الأمراض مما جعل العلماء يدخلون في بحوث مستفيضه عن مركبات هذا اللبن وكيف يمكن استخدامه في السيطرة على البعض من الأمراض و علاج البعض الآخر منها.
الخصائص العلاجية
يتميز لبن الأبل بخصائص علاجية عديدة ومازالت تحت الدراسة ومن بعض الأمراض التي لوحظ تأثير الألبان عليها ما يلي:
• ضغط الدم المرتفع:
وجود البروتينات في ألبان الأبل يؤثر على أنزيم معين يعمل على رفع ضغط الجسم من خلال حبس السوائل و منع خروجها، و يزداد تأثير لبن الأبل أكثر عند تخميرها (لبن رائب) حيث تسهم البكتيريا النافعة على التخمر بالتأثير على هذا الإنزيم.
• الكوليستيرول:
أظهرت التجارب تأثير لبن الأبل المخفض للكوليستيرول و قد وضعت نظريات كثيره منها وجود حمض الأورتيك و البروتينات المتوفره فيه.
• سكر الدم:
أثبتت الدراسات أن لبن الأبل له تأثير مخفض لسكر الدم. حيث لوحظ أن القبائل التي تستخدم ألبان الأبل لديها معدل ضئيل بالإصابة بمرض السكري، كقبيلة الرايكا الهندية، وأظهرت دراسات أن لألبان الأبل مقدرة على ضبط مستويات السكر من النوع الأول نظرا لوجود مركبات طبيعية شبيهة بالأنسولين الذي يساعد الجسم البشري على المحافظة على مستويات طبيعية لسكر الدم. ولصغر حجم البروتينات المناعية فيه فهو يؤثر بإيجابية على خلايا بيتا المفرزة و المنظمة لهذا الهرمون مما يؤثر على ضبط مستوياته وخاصة في النوع الأول من السكري.
• التأثير المضاد للأحياء الدقيقة
یعزى هذا لوجود مركبات مانعة لنمو الجراثیم مثل إنزیم اللایسوزیم وبروتین اللاكتوفیرین والبروتینات المناعیة المختلفة، وتتواجد بكمیات أكبر في لبن الإبل بالمقارنة مع لبن البقر, ويمكن القول أن لبن الأبل مضاد فعال لحالات الإسهال.
• التحسس الغذائي
يعتبر لبن الأبل الخيار الأفضل للأشخاص الذين يعانون من حساسية اللاكتوز والمسبب للتلبك المعوي وهو أفضل من حليب فول الصويا حيث تبين أن هذا الأخير قد يسبب التحسس لبعض الأشخاص. ويمكن الإستعانه بألبان الأبل في علاج مشكلة التحسس من الأغذية الأخرى و السيطرة على مضاعفاتها على الجسم.
• التوحد
يفسر ذلك لغناه بمضادات الأكسدة التى تخفف بشكل كبير من الإجهاد التأكسدي مما يحسن بشكل ملحوظ حالات التوحد وتحسين السلوك والإدراك.
أكدت الدراسات و الأبحاث المتقدمة أن لبن الأبل من أهم الأغذية التي لها وظيفة صحية غير كونه غذاء مفيد للإنسان، مما دفع الناس إلى إعطائها الكثير من الإهتمام و الرعاية.
الدراسات لا تزال قائمة لكتشاف سر الكنز الأبيض الصحرواي و الذي يبشر بعلاجات مهمة لكثير من أمراض العصر المزمنة.
المصادر:
• Gizachew, Ayele. Teha, Jabir. & Birhanu, Tadesse. 2014. “Review on Medicinal and Nutritional Values of Camel Milk”. https://www.researchgate.net/publication/279512531_Review_on_Medicinal_and_Nutritional_Values_of_Camel_Milk
• Yadav ,Alok. Kumar, Rakesh. Priyadarshini, Lakshmi & Singh, Jitendra. 2015. “Composition and medicinal properties of camel milk: A Review”. https://www.researchgate.net/publication/282557772_Composition_and_medicinal_properties_of_camel_milk_A_Review
• Kaskous, Shehadeh. 2016. “Importance of camel milk for human health”. https://www.researchgate.net/publication/295703433_Importance_of_camel_milk_for_human_health
• Yosef Shabo, Reuben Barzel & others. 2005. Camel Milk for Food Allergies in Children. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/16382703