شبكة بيئة ابوظبي، بقلم د. حسام حاضري مستشار التطوير الاستراتيجي، 12 يوليو 2023
أصبحت المعرفةُ في عصرنا الحالي أداةً ضروريةً للنجاح والتطور. وأضحت القدرةُ على الاستيعاب وتحليل المعلومات وتطبيقها بشكلٍ فعّالٍ سمةً مميزةً للأفراد الذين يسعون للتفوق والتأثير الإيجابي في حياتهم وفي مجتمعاتهم التي يعيشون فيها. وخاصةً مع اقتران ذلك بسهولةِ الوصول إلى المعرفةِ والاستفادة منها بأدواتٍ بسيطةٍ ومتاحةٍ للجميع. وإذا اعتُمدت المعرفةُ كأسلوب حياةٍ مؤثرٍ؛ فيمكنها أن تتحولَ إلى قوةٍ حقيقيةٍ تحققُ التغييرَ المطلوب.
وحتى تتحولَ المعرفةُ إلى أسلوب حياةٍ مؤثرٍ لابدّ من اتباع خطواتٍ عمليةٍ وتبني مفاهيمَ محددةٍ؛ تبدأُ بالتفكير في المعرفةِ على أنها قوةٌ حقيقيةٌ قادرةٌ على التأثير بدل النظر إليها على أنها مجردُ مجموعةٍ من المعلومات، وإدراكِ قيمتها وأهميتها في النمو الشخصي والمهني، واستغلالِ سهولة الوصول إلى المعلومة عير فضاء الشبكة العنكبوتية التي تتيحُ لنا الوصولَ إلى أحدثِ المنشورات العلمية، والكتبِ الإلكترونية، والمقاطع التعليميةِ والتدريبيةِ المصورة. ومن ثُمّ الانتقال إلى تطبيق المعرفة في الحياة اليوميةِ، واستخدامها في حل المشكلات وتحقيق الأهداف لاتخاذ قراراتٍ أفضلَ، وتحقيق التغيير الإيجابي، وربما تتحولُ إلى قوةِ إلهامٍ وتحفيز، تنعكسُ على تحقيق التغيير الاجتماعي والبيئي والاقتصادي للمجتمع.
وعندما تُستخدمُ المعرفةُ بشكلٍ صحيحٍ وفعالٍ؛ تتحولُ إلى قوةٍ تؤثرُ أولاً في صنع القرارات. فهي تُمكنُ من فهم الوضع بشكلٍ أفضل، وتساعدُ في تحليل البياناتِ والمعلومات المتاحة. وبناءً على هذا الفهم والتحليل، يُمكنُ اتخاذ قراراتٍ أكثر تأثيرًا وصحةً. كما أنها تُساعدُ على التنبؤ بالنتائج وتقييم البدائل المتاحة، وبالتالي تمنحُ القوةَ في اتخاذِ القرارات الصائبة.
ويمتدُّ تأثيرها ثانياً إلى الابتكار والإبداع. فهي تمنحُ القدرةَ على رؤية العلاقاتِ والمفاهيم الجديدة التي تؤدي في نهاية المطاف إلى نتائجَ إبداعيةٍ، وتُساعدُ على تحطيم الحواجز التقليدية، وتجاوز الحلول المعتادة بتوليد أفكارٍ جديدةٍ، وتنفيذها بطرقٍ مبتكرةٍ، مما يزيدُ القدرةَ على تحقيق نتائجَ مذهلةٍ.
كما أنّ تأثيرها يمتدُّ ثالثاً إلى حل المشكلات. فالمعرفةُ تُوفرُ مجموعةً واسعةً من الأدوات والمفاهيم لمواجهة التحديات من خلال تحليل المعطيات بشكلٍ منهجيٍ، وتطبيق المعرفة المكتسبة لتطوير حلولٍ فعالةٍ، وتحقيق النجاح في مختلف جوانب الحياة.
ويصلُ تأثيرها أخيراً إلى المشاركة والتغيير؛ فهي تمنحُ القدرةَ على المشاركة في النقاشات العامة والتأثير في القضايا المهمة، إضافةً للتوعية وتغيير الوعي العام بقضايا اجتماعية وبيئية واجتماعية وسياسية.
إنّ المعرفةَ هي قوةُ الأثير التي تُعيدُ تشكيلَ حياتنا ومجتمعاتنا إذا استُخدمت بشكلٍ صحيحٍ وفعّالٍ. إنها أداةٌ قويةٌ لتحقيق التنمية الشخصية والتقدم الاجتماعي والبيئي والاقتصادي. فدعونا نتبناها كأسلوب حياة، ونسعى جميعًا لاكتسابها وتطبيقها في حياتنا، لنصبحَ أفرادًا قادرين على إحداث البصمةِ الإيجابية في عالمنا المتغير بسرعة البرق، ونكونَ على استعدادٍ لمواجهة التحديات وتحقيق النجاح في مسيرتنا الشخصية والمهنية، ونساهمَ في بناء المستقبل الواعد لمجتمعاتنا.