تقنيات مبتكرة لإعادة تأهيل أشجار القرم في إمارة أبوظبي

بالتعاون بين هيئة البيئة – أبوظبي و”ديندرا” في إطار مبادرة القرم – أبوظبي بالشراكة مع “القابضة”

شبكة بيئة أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة، 13 أكتوبر 2023

في إطار الجهود التي تبذلها لاستعادة النظم البيئية الساحلية، ومن أهمها أشجار القرم، كشفت هيئة البيئة – أبوظبي عن تعاونها مع شركة “ديندرا” العالمية المتخصصة في مجال التكنولوجيا البيئية بالشراكة مع “القابضة” (ADQ). لتنفيذ مشروع من خلال تطوير تقنيات مبتكرة لإعادة تأهيل أشجار القرم.

يأتي المشروع تحت مظلة مبادرة القرم – أبوظبي، التي تدعم استراتيجية التغير المناخي لإمارة أبوظبي التي أطلقتها الهيئة مؤخراً، وتعبّر عن طموح إمارة أبوظبي في العمل المناخي الفعال على المستويات المختلفة. كما يدعم المشروع الجهود والمبادرات الإستراتيجية ضمن عام الاستدامة.

تُعرف أشجار القرم على أنها من الحلول القائمة على الطبيعة والتي تتميز بأهميتها الشديدة نظرا لدورها في التخفيف من آثار تغير المناخ، حيث إنها تعتبر من المصادر التي تمتص الغازات الدفيئة، ولها القدرة على تخزين وعزل الكربون، وتصل قدرتها على امتصاص الكربون إلى 4 أضعاف أشجار الغابات المطيرة في الأمازون.

كما ستوفر هذه الشراكة أيضًا استثمارات إضافية في الموارد والتقنيات المتطورة التي ستساعد في تعزيز الجهود التي تبذلها أبوظبي لزراعة أشجار القرم وإعادة تأهليها.

وبموجب هذه الشراكة، ستقوم هيئة البيئة – أبوظبي بتوفير إرشادات مبنية على البيانات من خلال خبرائها المتخصصين في زراعة أشجار القرم والذين عملوا على تنفيذ العديد من مشاريع إعادة تأهيل أشجار القرم التي دمجت التكنولوجيا والمعرفة التقليدية بالبيئة المحلية. ويأتي ذلك جنبًا إلى جنب مع توفير خريطة الموائل التي طورتها الهيئة وتغطي جميع أنحاء الإمارة، لتعزيز جهود إعادة التأهيل.

كما ستقدم هيئة البيئة الدعم في تحديد الأراضي التي ستتم زراعتها والمنهجية التي سيتم استخدامها في الزراعة، بالإضافة إلى مشاركة معرفتها بالبيئة المحلية، فضلاً عن توفير نتائج المسح الشامل لإعادة تأهيل أشجار القرم، الذي صنّف وسلط الضوء بشكل أولي على المناطق المناسبة للزراعة وإعادة التأهيل.

في حين ستوفر “ديندرا”، التكنولوجيا المتطورة والخدمات عبر تقنية الاستشعار عن بعد، بالاعتماد على الطائرات المسيرة (طائرات بدون طيار) في نهج يعتمد على البيانات بهدف تحسين عملية إعادة التأهيل وتحسين النتائج.

وبعد التقييم وزراعة المنطقة، سيتم إجراء رصد جوي ومسوحات ميدانية للتعرف على معدلات الإنبات بشكل أفضل ومراقبة نجاح عمليات استعادة النظم البيئية. وسيتم إجراء هذه المسوحات كل أربعة أسابيع لمدة ثلاثة أشهر، في حين ستنفذ لاحقا بشكل ربع سنوي خلال السنة الأولى، يليها إجراء مسح سنوي بشكل مستمر.

سيشمل التعاون أيضًا إجراء مسوحات إضافية، عن طريق تقنية الاستشعار عن بعد، لتعزيز معرفة وفهم الهيئة حول أشجار القرم، ومواقعها، والمواقع المحتملة التي تحتاج لإعادة التأهيل، وإضافة طبقة إضافية من البيانات من خلال استخدام التقنيات المتقدمة. ويشمل ذلك مراقبة 20 ألف هكتار من خلال طائرات بدون طيار مزودة بأجهزة استشعار فائقة الدقة (RGB) للحصول على بيانات متعددة الأطياف.

كما يتضمن المسح جمع المعايير التي ستسمح لهيئة البيئة بتحديد حالة وصحة أشجار القرم. حيث ستساعد هذه البيانات في تحديد الفجوات والتأثيرات المحتملة وتحديد مستويات المد والملوحة وارتفاع الأرض. وستدعم الطرق والمناهج العلمية التي تتبعها هيئة البيئة – أبوظبي بشأن إيجاد نهج شامل لاستعادة ومراقبة النظم البيئية لأشجار القرم بشكل أكثر فعالية.

وقال أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة – أبوظبي: “نتطلع دائمًا إلى بناء شراكات قوية مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص لتنفيذ مشاريع ناجحة. ومن خلال هذا التعاون مع “ديندرا”، وفي إطار استراتيجية التغير المناخي أبوظبي، فضلاً عن شراكتنا مع شركة القابضة، سنعمل على تنفيذ مشروع لاستعادة النظم البيئية الساحلية، وخاصة أشجار القرم. ولضمان نجاح المشروع، سنستخدم أدوات رصد ومراقبة متقدمة بطائرات بدون طيار لزيادة دقة البيانات المتعلقة بالنظم البيئية قبل اختيار المناطق الأكثر ملائمة لإعادة التأهيل. وبعد ذلك، سنبدأ بزراعة أشجار القرم ضمن مبادرة القرم – أبوظبي، والتي تدعم خطة دولة الإمارات لزراعة 100 مليون شجرة قرم بحلول عام 2030.

ستسمح نظم بيانات RGB فائقة الدقة التي ستقوم “ديندرا” بجمعها بتحديد أنواع الحيوانات وأنشطتها، بالإضافة إلى تأثيرات الآفات والأنشطة البشرية، وكذلك إجراء تقييم كامل لمجموعات أشجار القرم.

ويشار إلى أنه في فبراير من عام 2022، وضعت أبوظبي خطة طموحة لجعل الإمارة مركزًا عالميًا رائداً للأبحاث والابتكار في مجال الحفاظ على أشجار القرم من خلال إطلاق مبادرة القرم – أبوظبي. جاء ذلك خلال الزيارة التاريخية التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير وليام ولي عهد المملكة المتحدة أمير ويلز، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث التقى سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي، في منتزه قرم الجبيل في أبوظبي.

وتعتبر هذه المبادرة امتداداً لمشروع الكربون الأزرق، مع التركيز على أهمية أشجار القرم ودورها في مكافحة التغير المناخي من خلال عزل الكربون. وتهدف المبادرة إلى أن تكون بمثابة مظلة لجميع أنشطة أبحاث وإعادة تأهيل أشجار القرم في الإمارة، وتتضمن إنشاء مشتل متطور لأشجار القرم في أبوظبي ليصبح مركزاً للأبحاث والدراسات، لضمان تنفيذ مشاريع وأبحاث إعادة التأهيل أشجار القرم القائمة على أسس علمية مع جميع أصحاب المصلحة الرئيسيين.

ويشار إلى أنه يوجد في أبوظبي نوع واحد من أشجار القرم يُسمى القرم الرمادي (Avicenna marina) ، و الذي ينمو على طول الشواطئ والمياه الداخلية والجزر، ويعتبر من النباتات المحلية في إمارة أبوظبي. يوفر الهيكل الكثيف والمعقد للأشجار المزروعة قديماً موئلاً غنياً للأسماك، ولغيرها من الأنواع والكائنات. يبلغ المدى الحالي للغطاء الإجمالي لأشجار القرم في أبوظبي (عام 2023) 176 كيلومترًا مربعًا. وقد تمت زراعة حوالي 20 مليون شجرة قرم في المناطق الساحلية في أبوظبي منذ عام 1987، إي ما يعادل زيادة مساحة أشجار القرم في الإمارة بنسبة 92% بين 1987 و2023 .

تعد غابات القرم من بين الأنظمة الطبيعية الأكثر كفاءة في امتصاص وتخزين الكربون من الغلاف الجوي، حيث تعتبر معدلات عزل الكربون الموجودة في دولة الإمارات العربية المتحدة أعلى نسبياً مقارنة بالمعدلات الأخرى المعلن عنها في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية. كشفت الدراسات التي أجرتها هيئة البيئة – أبوظبي عن قدرة أشجار القرم في أبوظبي على تخزين الكربون بمعدل 0.5 طن للهكتار الواحد سنوياً، أي ما يعادل 8750 طنًا على مستوى الإمارة ما يعادل الانبعاثات الكربونية الناجمة عن 5000 رحلة طيران ذهابًا وإيابًا من أبوظبي إلى لندن.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

هيئة البيئة – أبوظبي تتوسع في برنامج ترقيم الأشجار المحلية في إمارة أبوظبي

في إطار تعاونها مع شركائها الاستراتيجيين لتعزيز استدامة وحماية الموروث الطبيعي للأشجار المحلية في إمارة …