توسيع شبكة التواصل مع الخبراء والرواد للاستفادة من أحدث التقنيات وأفضل الممارسات في التعليم البيئي

ختام المشاركة المتميزة للصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى في المؤتمر العالمي للتربية البيئية

شبكة بيئة أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة، 3 فبراير 2024

نجح جناح الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى الذي تزينه طيور حبارى آسيوية منتجة في مراكز الصندوق بدولة الإمارات العربية المتحدة في اجتذاب الزوار من المشاركين في المؤتمر العالمي للتربية البيئية من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك رواد التعليم البيئي والباحثين والمعلمين والمسؤولين الحكوميين والمهتمين بتطوير ورعاية التربية البيئية والتعليم من أجل التنمية المستدامة. كما استقبل الجناح مجموعات من المعلمين والطلاب من مدارس دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد أعرب العديد من الزوار عن سعادتهم للتعرف على المبادرات الاستثنائية والإنجازات غير المسبوقة لهذا البرنامج الرائد عالمياً في الحفاظ على أنواع الكائنات الحية البرية.

اختتم الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى مشاركته في النسخة الثانية عشرة للمؤتمر العالمي للتربية البيئية بنجاح كبير، حيث حظي جناح الصندوق في المعرض المصاحب للمؤتمر بإقبال واسع من رواد التعليم البيئي المشاركين في المؤتمر، والذين شاهدوا بشغف كبير طيور الحبارى الآسيوية المنتجة في مراكز أبوظبي وتابعوا القصة المشوقة لنجاح هذا البرنامج منذ تأسيسه على يد الوالد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قبل 47 عاماً. كما شارك الصندوق في عدة محاور من المؤتمر وتبادل الآراء والمعارف مع الأفراد والجهات الوطنية والدولية لتعزيز شبكة التواصل والتعاون الدولي ورفع مستويات الوعي وفتح مجالات التعاون والعمل المشترك مع المنظمات الحكومية وغير الحكومية في مجال التربية البيئية والتعليم ومن أجل التنمية المستدامة.

وأشاد سعادة عبد الله غرير القبيسي، المدير العام للصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى بردود الفعل الإيجابية لزوار المعرض، مما يدل على التقدير العالمي لجهودنا في المحافظة على الحياة البرية والرغبة المتزايدة في العمل معنا لتحقيق الأهداف المشتركة والقبول المتنامي لدور التراث المستدام في المحافظة على الطبيعة. وأوضح القبيسي أن الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى قد تمكن من خلال المشاركة في هذا المؤتمر من توسيع شبكة التواصل الدولي مع المنظمات والخبراء والرواد العالميين للاستفادة من أحدث التقنيات وأفضل الممارسات في التعليم الموجه للمحافظة على الحياة البرية ، معرباً عن أمله في أن يكون ذلك فاتحة للمزيد من المشاركة في الفعاليات والمؤتمرات الدولية للتعريف بإنجازات الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى ونموذجه المبتكر في المحافظة على التنوع البيولوجي.

الإرث المستدام للإمارات وتقاليدها العريقة في حماية الحياة البرية والعيش الآمن في كنف الطبيعة :
وشملت مشاركة الصندوق المتميزة في هذا الحدث إثراء جلسات المؤتمر في عدة محاور، ففي محور القيم والتنوع الثقافي ودوره في التربية البيئية والتعليم من أجل التنمية المستدامة، تحدث السيد محمد صالح البيضاني مستشار الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى عن الإرث المستدام للصيد بالصقور والتقاليد العريقة للإمارات في حماية الحياة البرية والعيش الآمن في كنف الطبيعة، والتي توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد وتبلورت في رؤية متكاملة لاستدامة البيئة والحياة البرية، ودفعت بدورها لإطلاق العديد من المبادرات والخطط والبرامج للمحافظة على الأنواع والأنظمة البيئية وتعزيز الإرث المستدام الذي يعتمد على استمرار تنوع وثراء التنوع البيولوجي في البيئات الطبيعية. ويعتبر برنامج أبوظبي للمحافظة على الحبارى من الأمثلة النموذجية على رؤية الاستدامة البيئية التي أطلقها الوالد المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة، إذ نجح برنامج أبوظبي في تغيير الوضع العالمي للحبارى باستراتيجية متكاملة تتضمن الأبحاث الجينية والدراسات الإيكولوجية والتتبع والمراقبة عبر الأقمار الصناعية، وتطوير تقنيات حديثة للإكثار في الأسر والإطلاق إلى البرية وفق المعايير العالمية، وتعزيز التعاون الدولي لحماية الأنواع والموائل الطبيعية ومكافحة الصيد الجائر وإدارة الاستخدام المستدام، وإشراك المجتمعات المحلية وتنميتها وتوعيتها من خلال التعليم والتربية البيئية.

مساهمة برنامج أبوظبي في تقييم التنوع البيولوجي: تعزيز المعرفة والوعي بشأن الحفاظ على الأراضي القاحلة :
وتحت المحور الأول للمؤتمر المتعلق بمعالجة الأزمة الكوكبية الثلاثية: تغير المناخ؛ التلوث وفقدان التنوع البيولوجي، شارك الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى بعرض حول مساهمة برنامج أبوظبي للحبارى في تقييم التنوع البيولوجي: تعزيز المعرفة والوعي بشأن الحفاظ على الأراضي القاحلة ، قدمه الدكتور إيف هينجرات خبير الأبحاث بشركة رينيكو الدولية لاستشارات الحياة البرية وهي واحدة من أهم الأذرع التشغيلية للصندوق. وأشار العرض إلى أن معالجة أزمة التنوع البيولوجي تتطلب التعاون على كافة مستويات المجتمع، بدءاً من الاتفاقيات الحكومية الدولية وصولاً إلى تحركات المجتمع المحلي. مما يحتم توعية المجتمع والتربية البيئية لجميع الفئات، من الأطفال إلى صانعي السياسات، حول النظم الإيكولوجية والتهديدات التي تواجهها والفرص المتاحة لاستعادتها. وتطرق الباحث إلى الإهمال النسبي لدراسة الأراضي القاحلة لفترة طويلة، حيث ما زالت تعتبر أنظمة إيكولوجية “فارغة” ذات قيمة سيئة. وتشكل الأراضي القاحلة حوالي ثلث سطح الأرض، وتحتوي على تنوع بيولوجي وثقافي فريد، ويمكن أن يكون لفقدان التنوع البيولوجي في الأراضي القاحلة تأثير غير متناسب على هذه النظم البيئية. ومن ثم فمن القضايا الملحة تعزيز المعرفة العالمية بالتنوع البيولوجي للأراضي القاحلة ووضع أدوات فعالة تسمح بتقييمها ومراقبتها والحفاظ عليها.

إشراك الطلاب والمعلمين في التحدي وتجارب التعلم التفاعلي للجيل القادم من حماة الطبيعة:
وضمن المحور الرابع للمؤتمر المتعلق بتعزيز التعاون ومجتمعات التعلم لمواجهة التحديات البيئية، قدمت السيدة حمدة العامري عرضاً تعريفياً عن البرنامج التعليمي للصندوق الذي تم إطلاقه في عام 2018، مع التركيز حول مبادرة إشراك الطلاب في تحدي “قصص من بيئتنا” لتنمية مهارات القراءة والكتابة والمواهب الفنية، وهي المبادرة التي أطلقها الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى في عام 2021 للتعريف بالأنواع المحلية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وخاصة طائر الحبارى وارتباطها العميق بالتراث والثقافة الإماراتية، وضروه حمايتها والمحافظة عليها. وقد شجع هذا التحدي طلاب مدارس دولة الإمارات العربية المتحدة على كتابة عدد كبير من القصص القصيرة التي ساهمت في توسيع آفاق فهمهم لقضايا الاستدامة المتعلقة بالحفاظ على الأنواع الأصلية والتحديات التي تواجهها. كما قدمت الآنسة سارة جزيني من فريق التعليم بالصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى عرضاً عن إطار عمل البرنامج التعليمي للصندوق والتعريف بركائزه الأساسية التي تعمل بشكل ديناميكي ومترابط معتمدة على نهج التعلم الرقمي الذي يدمج التكنولوجيا والابتكار مع المعايشة اليومية للواقع والحياة في كنف الطبيعة. ويعمل البرنامج على استقطاب مساهمة المعلمين والإدارات المدرسية بتنمية مهاراتهم وتطوير قدراتهم في إدماج أهمية البيئة والحياة الفطرية في المواد التي يقومون بتدريسها داخل الفصل الدراسي وخارجه. والعمل المشترك على تطوير تجارب التعلم التفاعلي للجيل القادم من دعاة الحفاظ على البيئة وتعزيز الشعور بالمسؤولية والثقة والمواطنة البيئية التي تدفع للمشاركة الفعالة في اتخاذ إجراءات متناسقة لحل المشكلات البيئية وإطلاق الفرص وتوفير بيئات التعلم التي تشجع الإبداع والتطور العلمي وتعزيز القيم والمواقف المجتمعية.

لمحة عن الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى:
يمثل برنامج أبوظبي للمحافظة على الحُبارى امتداداً لرؤية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان منذ سبعينات القرن الماضي، والتي تم تطويرها إلى استراتيجية عالمية بمفهوم شامل يتضمن الأبحاث وتسخير التقنيات والمعارف العلمية للتغلب على تحديات الإكثار في الأسر واستخدام فائض الإنتاج في تعزيز بقاء الأنواع وازدهارها في البرية. وفي عام 2006 ، تم إنشاء الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى لمواصلة تحقيق رؤية الوالد المؤسس بتطوير العمليات والإدارة المستدامة لمراكز الإكثار داخل الإمارات وخارجها وتوسيع الشراكات الدولية على امتداد نطاق الانتشار في آسيا وشمال إفريقيا.

لمحة عن المؤتمر العالمي للتربية البيئية:
تعتبر سلسلة المؤتمرات العالمية للتربية البيئية من أهم الفعاليات التي تناقش التجارب والمبادرات والتطورات الحديثة في مجال التربية البيئية والتعليم من أجل التنمية المستدامة وتبادل المعرفة والكشف عن أحدث التطورات في مختلف المجالات ذات الصلة. ينعقد هذا المؤتمر كل عامين، حيث عقدت الشبكة المنظمة له 11 مؤتمراً عالمياً منذ عام 2003، بمشاركة نخب من الرواد والأكاديميين والمسؤولين الحكوميين وأصحاب المبادرات والتجارب والباحثين وممثلين لمنظمات دولية ومنظمات غير حكومية من أكثر من 100 دولة من مختلف أنحاء العالم. يمكنكم الاطلاع على المزيد من المعلومات عبر الموقع الإلكتروني للمؤتمر https://www.weec2024.org/ar/congress/about-weec

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

ظاهرة قلع الأشجار وتأثيرها على البيئة والمناخ ‎

وأهم الاتفاقيات والمعاهدات الدولية للحفاظ على الأشجار والغابات شبكة بيئة ابوظبي، صالح العراسي، مهندس في …