“التغير المناخي والبيئة” و”الوطني للأرصاد” يطوران الإصدار الثاني للمنصة الوطنية لجودة الهواء

تعزز قدرة الجمهور على معرفة مستوى جودة الهواء في المناطق العامة للوقاية من الآثار الصحية
شبكة بيئة أبوظبي، الامارات العربية المتحدة، 26 يوليو 2022

زارت معالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة المركز الوطني للأرصاد في العاصمة أبوظبي وكان في استقبال معاليها؛ سعادة الدكتور عبد الله أحمد المندوس، مدير المركز الوطني للأرصاد رئيس الاتحاد الآسيوي للأرصاد الجوية، إلى جانب عدد من كبار الموظفين، حيث شهدت الزيارة إطلاق نسخة محدثة من “المنصة الوطنية لجودة الهواء” بدولة الإمارات.

رافق معاليها خلال الزيارة وفد من الوزارة، وسعادة أصيلة المعلا مدير عام هيئة البيئة بالفجيرة، وممثلين عن الجهات المحلية المعنية بالرصد وهم: ممثلين عن هيئة البيئة أبوظبي، ممثل عن بلدية دبي، ممثل عن دائرة البلدية والتخطيط بعجمان.

وتمتاز النسخة المحدثة من المنصة الوطنية لجودة الهواء بسهولة الوصول للمعلومات الخاصة بحالة جودة الهواء لجميع أفراد المجتمع، بالإضافة إلى استفادة عدد من القطاعات من هذه المعلومات وعلى رأسها القطاعين الصحي والأكاديمي. وكانت النسخة الأولى من المنصة قد أطلقت في سبتمبر 2020، بهدف توفير معلومات واضحة حول مستويات جودة الهواء، حيث تتسم المنصة بتوفير نصائح لمختلف فئات المجتمع بشأن حالة جودة الهواء وذلك للوقاية من تأثير جودة الهواء على صحة الجمهور.

وتستعرض “المنصة الوطنية لجودة الهواء” حالة جودة الهواء في الدولة بشكل آني عن طريق مؤشر جودة الهواء، وهـو تمثيـل مبسـط للبيانـات باستخدام دلالات الألوان لتحديـد مـدى جـودة الهـواء وما الآثار الصحية المرتبطة به في منطقة معينة فـي جميـع أنحـاء الإمـارات، وتسـتند حسـابات المؤشـر إلى قياسـات خمسـة ملوثـات رئيسـية هـي: أول أكسيد الكربون، ثاني أكسيد النيتروجين، وثاني أكسيد الكبريت، والأوزون الأرضي، والمواد الجسيمية ذات القطر الأقل من 10 ميكرون.

وقالت معالي مريم المهيري: “صحة المجتمع وحماية البيئة يعتبران توجهاً استراتيجياً للدولة على كافة المستويات، ويأتي تعزيز جودة الهواء ضمن 8 أولويات شكلت السياسة العامة للبيئة في دولة الإمارات التي اعتمدها مجلس الوزراء في نوفمبر من العام 2020، وتستهدف تعزيز جودة الحياة في الدولة ورفاهية وازدهار المجتمع، ودعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030”.

وأضافت المهيري: “تنبع أهمية المنصة الوطنية لجودة الهواء من كونها مرجعية علمية دقيقة تتيح لنا معرفة حجم التقدم المبذول في مشاريعنا ومبادراتنا الوطنية الرامية لتحسين جودة الهواء سعياً للوصول إلى نسبة 100% وفق الحدود الوطنية بحلول العام 2040. ويأتي إطلاق النسخة المحسنة من المنصة بالشراكة مع المركز الوطني للأرصاد في إطار السعي المشترك نحو رفع قدراتنا المعرفية وتسهيل اطلاع المجتمع على موضوع بالغ الأهمية يعنى بالصحة العامة”.

وجاء تحديث منظومة عمل المنصة بعد سلسلة من جلسات النقاش والاستماع لمجموعة واسعة من المستخدمين والمتعاملين معها، ومراجعة مفصلة لأفضل الممارسات العالمية في هذا المجال، ومقارنة المنصات المماثلة حول العالم، وبناء على نتائج هذه الممارسات تم تبسيط آلية صياغة وطرح البيانات وعرضها على المنصة لتعزيز قدرات الجمهور على استيعاب المعلومات والتعامل معها، كما شملت عملية التحديث تقديم المنصة لتوصيات للأنشطة الخارجية بناء على مستويات جودة الهواء اليومية.

من جانبه قال سعادة الدكتور عبد الله أحمد المندوس، مدير المركز الوطني للأرصاد رئيس الاتحاد الآسيوي للأرصاد الجوية: “إن هذا المشروع الاستراتيجي المشترك بين المركز ووزارة التغير المناخي والبيئة، يعكس الالتزام المؤسسي الكبير بالصحة العامة لمجتمع دولة الإمارات، عبر تعزيز الوعي بمؤشرات جودة الهواء والآثار الصحية التي تترتب عليها. ويسهم الإصدار الثاني للمنصة في إعادة صياغة العديد من الممارسات وتطوير أدوات ومشاريع مبتكرة تستهدف تعزيز جودة الهواء بما ينعكس على البيئة وحمايتها من الملوثات الضارة التي ينقلها الهواء.

وأضاف المندوس: “نعمل في المركز الوطني للأرصاد على دعم كافة الجهود الوطنية الرامية للحفاظ على البيئة باعتبارها أولوية أساسية لقيادتنا الرشيدة، وسنواصل العمل جنباً إلى جنب مع مختلف شركائنا لتطوير مبادرات تخدم أهداف السياسة العامة للبيئة في دولة الإمارات وبالتالي المساهمة في تعزيز جودة الحياة في دولة الإمارات، كما أن المركز يسخر كافة جهوده لتمكين أفراد المجتمع من سهولة الوصول إلى بيانات مؤشر جودة الهواء في جميع أنحاء الإمارات، باعتبار أن نوعية الهواء الجيدة إحدى العوامل المهمة لضمان الصحة والرفاهية للجميع”.

وضمن دورها وهدفها الرئيسي في الحفاظ على الصحة العامة لكافة مكونات المجتمع يقسـم مؤشـر جـودة الهـواء الموجود على المنصة، مـن 0 إلـى 500 درجــة، وتمثــل الدرجــة 500 أعلــى قيمــة؛ أي هـواء أكثـر تلوثـاً، وكلمـا نقصــت القيمــة دلــت علــى هــواء أكثــر نقــاءً، ويعرض المؤشر بشكل يومي نوعية الهواء في دولة الإمارات، حيث يتم رصد جودة الهواء عن طريق محطات ذات جودة عالية، وتغطي تلك المحطات مختلف مناطق الدولة السكنية والصناعية والريفية، إضافةً إلى المناطق القريبة من الطرق الرئيسية.

وعبر الموقع الرسمي للمنصة يمكن لأفراد أفراد المجتمع الاطلاع على مؤشر جودة الهواء في مناطق معينة وسيتمكنون من معرفة المستوى الصحي في تلك المناطق بناءً على جودة الهواء ضمن دلالات لونية محددة وهي: “الأخضر” والذي يشير إلى أن جودة الهواء تعد مناسبة لممارسة الرياضة والتمتع بالأنشطة في الهواء الطلق لجميع الفئات، و”الأصفر” الذي يوضح أن جودة الهواء مقبولة لمعظم السكان إلا أنها تعطي شعوراً غير مريح للفئات الحساسة للغاية عند بذل جهد إضافي أو ممارسة الرياضة في الهواء الطلق، و”البرتقالي” والذي يدل على أن جودة الهواء قد تؤثر في هذا النطاق على الفئات الحساسة في حال ممارسة الرياضة أو بذل مجهود في الهواء الطلق، لكن التأثير يكون بسيطاً في حال المشي أو الجلوس فقط، ولا يواجه الأشخاص الأصحاء أي تأثير، أما “الأحمر” فيدل على أن جودة الهواء قد تؤثر على الأشخاص الأصحاء في حال ممارسة الرياضة أو بذل مجهود في الهواء الطلق، ويزداد الأثر الصحي هنا على الفئات الحساسة، وبدوره يبين اللون “البنفسجي” أن جودة الهواء لها تأثير صحي على الفئات الحساسة كما يمكن أن تؤثر على الأشخاص الأصحاء في حال التواجد في الخارج لفترات طويلة، وينصح بتلافي ممارسة الأنشطة في الهواء الطلق، أما اللون “العنابي” فيشير إلى أن جودة الهواء لها تأثير صحي على معظم فئات السكان، وفي هذه الحالة ينصح بالبقاء في الأماكن المغلقة وتجنب الخروج في الهواء الطلق لفتراتٍ طويلة.

هذا وتضمنت زيارة معالي وزيرة التغير المناخي والبيئة للمركز الوطني للأرصاد للاطلاع على القبة العلمية وهي نموذج يحاكي الظواهر الجوية والظواهر الزلزالية من أجل توضيحها بشكل علمي وبصورة مبتكرة. وتتميز القبة العلمية بأحدث التقنيات والمؤثرات الخاصة ونظام الإسقاط بتقنية 6K والوسائط المصممة خصيصًا لذلك، وتركز القبة كذلك بشكل رئيسي على عرض بيانات الأرصاد الجوية والمناخية والجيوفيزيائية بشكل مبتكر.

جدير بالذكر أن جودة الهواء تعتبر من إحدى القضايا ذات الأولوية تاريخياً في دولة الإمارات نظراً لانعكاساتها الصحية والاقتصادية والبيئية، حيث أولت الدولة اهتماماً خاصاً بها برز في أهداف خطة المئوية 2071 لدولة الإمارات العربية المتحدة ، والتي تركز بشدة على جودة عالية للحياة والاقتصاد المستدام ، وصولاً إلى ادراجها ضمن أولويات السياسة العامة للبيئة في الدولة.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

غرينبيس تكشف عن مسببات التلوّث في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

حان الوقت لإجراءات عاجلة: المصدر، غرينبيس، 28 مارس 2024 شهيق، زفير… الهواء الذي نتنفسّه في …