أكدته دراسة حديثة لهيئة البيئة -أبوظبي في مشروع يعتبر الأول من نوعه في الشرق الأوسط
شبكة بيئة أبوظبي، دبي، الإمارات العربية المتحدة، 11 ديسمبر 2023
خلال مشاركتها بمؤتمر الأطراف (COP28)، كشفت هيئة البيئة – أبوظبي عن نتائج مشروع الاستشعار عن بعد لانبعاثات المركبات الذي أطلقته في فبراير 2022. وقد شاركت الهيئة النتائج خلال فعالية أقيمت في جناح دولة الإمارات العربية المتحدة بالمنطقة الزرقاء.
يقوم مشروع الهيئة للاستشعار عن بعد بقياس انبعاثات المركبات على طرق أبوظبي باستخدام أحدث تقنيات الاستشعار عن بعد. ويعتبر هذا المشروع هو الأول من نوعه في دولة الإمارات العربية المتحدة والشرق الأوسط، حيث يستخدم تقنية متقدمة مع نظام حاصل على عدة براءات اختراع.
كشف تحليل القياسات العديد من النتائج المهمة ومنها أن المعيار الحالي للحد الأدنى للانبعاثات (يورو 4) الذي يطبق في الدولة منذ العام 2018 أدى إلى انخفاض كبير في انبعاثات الملوثات الناجمة عن وسائل النقل. وعلى الرغم من هذا التحسن، لا تزال مركبات الديزل تظهر مستويات عالية من انبعاثات أكاسيد النيتروجين تتخطى الحد التنظيمي لهذا المعيار في ظروف القيادة الفعلية. ومن خلال التركيز على المركبات التي قطعت مسافات طويلة، اظهرت النتائج أن سيارات الاجرة التي تعمل لفترة أكثر من 5 سنوات مسؤولة عن الانبعاثات المرتفعة التي تصل إلى 15 ضعف الحد التنظيمي للمعيار. أما بالنسبة لحافلات المدينة، فقد تبين أن إدخال مركز النقل المتكامل في أبوظبي لمعيار الانبعاثات المحدث (يورو 6) في الحافلات كان ناجحًا في خفض انبعاثات الملوثات بشكل ملحوظ بنسبة 94% لانبعاثات أكاسيد النيتروجين، وبنسبة 86% لانبعاثات الجسيمات الدقيقة.
ولقد تمت مشاركة النتائج والتوصيات الأولية للمشروع مع مركز النقل المتكامل ودائرة البلديات والنقل للمساعدة في تطوير سياسات فعّالة تعالج تلوث الهواء وتغير المناخ. اضافة الى ذلك، تعمل هيئة البيئة-أبوظبي مع الجهات الاتحادية والمحلية ذات الصلة على مواءمة سياساتها المقبلة مستفيدة من نتائج وتوصيات المذكرة الفنية للمشروع.
وقال فيصل الحمادي، المدير التنفيذي لقطاع جودة البيئة في هيئة البيئة – أبوظبي: “يعتبر النقل البري أحد قطاعات الانبعاثات في إمارة أبوظبي، لذلك نحتاج إلى أن نعزز معرفتنا بشأن الانبعاثات الصادرة عن المركبات، وبالشراكة مع الجهات المعنية الرئيسية، تمكنّا من تطوير حملة مراقبة بالاستشعار عن بعد لانبعاثات عوادم المركبات. يعد قياس انبعاثات العوادم الصادرة عن المركبات أثناء التشغيل العادي على الطريق أمرًا أساسيًا لأي نظام فعّال للتحكم في تلوث الهواء في قطاع النقل. كما يشكل هذا المشروع أهمية كبيرة لإمارة أبوظبي لإنشاء خط أساس لتوجيه السياسات واللوائح المستقبلية، مع تحديد فئات وتقنيات المركبات الرئيسية المسببة للانبعاثات، من أجل تصميم تدابير تخفيف فعالة.”
وقال يوان برنارد من المجلس الدولي للنقل النظيف (ICCT)، الذي كان مسؤولاً عن إجراء جميع تحليلات البيانات التي تم جمعها بواسطة تكنولوجيا الاستشعار عن بعد: “إن قياس انبعاثات المركبات في الظروف الحضرية الفعلية أمر بالغ الأهمية لوضع سياسات فعّالة للحد من الملوثات الضارة ومعالجة مشكلة ارتفاع معدل انبعاث المركبات، ويمثل هذا المشروع أول تطبيق لتكنولوجيا الاستشعار عن بعد في دولة الإمارات العربية المتحدة ويحمل العديد من الدروس المستفادة القيمة لأبوظبي والإمارات الأخرى، حيث يرسم طريقًا واضحًا لخفض انبعاثات الملوثات الناتجة عن النقل البري.”
وقالت شيلا واتسون من الاتحاد الدولي للسيارات (FIA Foundation) “: “يسر شركة TRUE العمل مع هيئة البيئة – أبوظبي في تنفيذ هذا المشروع الرائد، الذي يعتبر المشروع الأول من نوعه في المنطقة، للتعرف على الانبعاثات على أرض الوقع. ومن خلال تسليط الضوء على المركبات التي تتسبب بأعلى نسبة من الانبعاثات في المركبات داخل المدينة، تقوم TRUE بوضع السياسات الفعالة لتوفير هواء أنظف وضمان صحة أفضل للجميع.
يجدر بالذكر بأن الفعالية المذكورة قد تمت بالتعاون مع مبادرة الانبعاثات الحضرية الحقيقية (TRUE)، والاتحاد الدولي للسيارات FIA Foundation))، والمجلس الدولي للنقل النظيف (ICCT)، وصندوق الهواء النظيف (CAF)، وهيئة البيئة – أبوظبي، بالشراكة مع شركة الأرض للاستشارات البيئية (4EI)، وشركة هاجر للتقنيات البيئية والغلاف الجوي (HEAT) ومقرها الولايات المتحدة الأمريكية.