بيئة أبوظبي وسيلة إعلامية غير ربحية مسؤولية مجتمعية تملكها مجموعة نايا للتميز
•ثروات عالمية بقيمة 83 تريليون دولار ستنتقل إلى الجيل القادم في العقدين القادمين
•مانحون خيريون من حول العالم يطالبون بشبكات تعاونية أقوى وحوكمة أكثر صلابة، مع قياس آثار المبادرات الخيرية وفق بيانات واضحة لضمان أفضل النتائج
شبكة بيئة ابوظبي، هونغ كونغ، 12 نوفمبر 2024
أكثر من ألفِ شخصيةٍ بارزةٍ من مانحين وقادة من القطاع غير الربحي وأكاديميين وواضعي سياسات، يناقشون محور “العمل الخيري الاستراتيجي: الجيل القادم”، ضمن منتدى Talking Philanthropy 2024 بتنظيمٍ من غلوبال فيلانثروبيك، الذي فتح أبواباً واسعة للحوار ومهّد طرقاً طموحة نحو مستقبل من العطاء المؤثر.
وتشرَّف المنتدى بحضور شخصيات مرموقة مثل بان كي-مون، الأمين العام الثامن للأمم المتحدة، وسعادة إدوينا غروزفينور، رئيسة المجلس الاستشاري للعطاء العالمي، وسعادة بدر جعفر، المبعوث الخاص لشؤون الأعمال والأعمال الخيرية لدولة الإمارات العربية المتحدة. وألقى المنتدى الضوء على الاستراتيجيات الفعالة التي ستُعين الجيل القادم من المانحين على إنجاح مبادراتهم الخيرية وإحداث التغييرات الإيجابية.
وألقى سعادة بدر جعفر الكلمة الرئيسية في المنتدى، لافتاً إلى الثروات الهائلة البالغة 83 تريليون دولار التي ستنتقل إلى الجيل القادم في العقدين القادمين، مشدداً على الحاجة الملحة إلى إنشاء شبكات تعاونية أوثق ومنظومات حوكمة أقوى ومنهجيات واضحة لقياس آثار الأعمال الخيرية بالاستناد إلى بيانات فعلية.
وعلق في هذا السياق سعادة بدر جعفر: “مع الانتقال المُرتَقَب لهذه الثروات الضخمة، ستُضخ في سواعد جيل المانحين القادم قوةً هائلةً تجعلهم مستعدين لمعالجة أصعب التحديات الاجتماعية، من تغير المناخ إلى التفاوت في النمو الاقتصادي عبر المناطق المختلفة. وبتعزيز الثقة وتقوية أواصر التعاون وإنشاء الشبكات القادرة على الابتكار، سنضمن أن يغدو رأس المال الخيري دافعاً حقيقياً لتنمية البشرية جمعاء.”
ودعا سعادة بدر جعفر في كلمته إلى نهج عمل استشرافي، مشيداً بدور دولة الإمارات المحوري في تحفيز العطاء الاستراتيجي، وقال: “تتمتع دولة الإمارات بجميع المقومات المواتية التي تجعلها مركزاً عالمياً للعطاء، بموقعها الاستراتيجي وروحها الريادية المتّقدة ومنظومة حوكمتها المتبصرة. وببناء الشبكات والبنى التحتية العالمية المستوى، سنحصد بيئةً خصبةً يزدهر في ربوعها الخير والعطاء وتطول ثمارها الطيبة جميع أمم العالم.”
وناقش المنتدى كذلك كيف تشكل مناطق مُعيّنة مثل آسيا والشرق الأوسط اليوم، مشهدَ العطاء العالمي في المستقبل، إذ أبرزت جلسةٌ خاصة بعنوان “عطاء الجيل القادم في الشرق الأوسط” الجهودَ التي تبذلها دولة الإمارات لتوحيد مختلف أصحاب المصلحة والأطراف، من مكاتب عائلية إلى مؤسسات أكاديمية، في ظل رؤية مشتركة لتحقيق نتائج مستدامة. وبيّن المتحدثون الفرصَ العظيمة المتاحة لدعم الجيل القادم من المانحين ومدّهم بالأدوات والشبكات وأطر الحوكمة المتينة الضرورية لمواجهة أصعب التحديات العالمية.
وأكّد سعادة بدر جعفر في حديثه أهمية الحوكمة القوية والشفافية والبيانات، مضيفاً: “دون أدلةٍ ونتائج يمكن قياسها، لن نصل إلى الأثر المنشود من العطاء مهما ارتفع سقف الطموح وحَسُنت النوايا، لذا يتحتم علينا في المقام الأول أن نبدأ بأطر حوكمة قوية يستند إليها عملنا الخيري، مع الاستثمار في ممارسات مبنية على بيانات واضحة تعين على اتخاذ قرارات مدروسة.”
واختُتم منتدى Talking Philanthropy 2024 بالتزامٍ مشتركٍ من المجتمعين بإيثاق التعاون عبر القطاعات المختلفة لدعم الجيل القادم ومده بالأدوات والدراية التي يحتاجها لمواكبة التغيرات السريعة التي تُحرك بيئة العطاء والقطاع الخيري باستمرار.
