مجموعة عمل الإمارات للبيئة تناقش أهمية التشجير الحضري والزراعة العمودية

خلال أولى حلقاتها النقاشية للعام 2022
شبكة بيئة ابوظبي، دبي، الامارات العربية المتحدة، 21 فبراير 2022

سلطت الحلقة النقاشية الأولى لمجموعة عمل الإمارات للبيئة خلال العام 2022، التي أقيمت يوم أمس 22 فبراير الجاري، تحت عنوان تخضير الأدغال الخرسانية – نحو التشجير الحضري والزراعة العمودية” الضوء على أهمية التشجير الحضري والزراعة العمودية في جلب منافع متنوعة لسكان المدن.
و أكد المشاركون في الجلسة الحوارية أنه يمكن اعتبار التحريج الحضري و المزارع العمودية بمثابة صلة بين المناطق الحضرية الخضراء القائمة، تعزيز التماسك البيئي لمواجهة المناخ المتغيرو التدهور البيئي التدريجي و ما يرتبط به من خسارة للأراضي الزراعية.
و شددوا على أن التحريج الحضري و المزارع العمودية لا تشكل فقط قاعدة لإنتاج الغذاء، حيث يمكنها أيضًا إنشاء مراكز إيكولوجية و اجتماعية و اقتصادية جديدة قيمة في المدن المعاصرة التي تغيرت بسبب جائحة كوفيد-19.
بدأت السيدة حبيبة المرعشي عضو مؤسس و رئيسة مجموعة عمل الإمارات للبيئة كلمتها بتوجيه الشكر للجهات الداعمة للجلسة؛ الشبكة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، مجلس الإمارات للأبنية الخضراء، مجلس صناعات الطاقة النظيفة، و مجلس الأعمال السويسري.
و قالت: “في عام 2015، كان أكثر من نصف سكان العالم و ما يقرب من ثلاثة أرباع سكان أوروبا يعيشون في مدن أو تجمعات كبيرة، و في عام 2050، ستكون نسبة السكان الذين يعيشون في المناطق الحضرية حول العالم، وفقًا لتوقعات الأمم المتحدة، أكثر من 66٪، و 82٪ في أوروبا”. و أضافت أن هذا الواقع الجديد سيؤدي إلى زيادة المناطق الحضرية، زيادة التلوث، تقلص الغابات، المزيد من التعرية و المزيد من تجزئة الموائل مما سيقلل من التنوع البيولوجي العام.
و أشارت إلى أن الوظيفة البيئية للخضرة تعتمد إلى حد كبير على حجم محاور الطبيعة، المرونة، الروابط البيئية، مقاومة الموائل النباتية للتغيرات في البيئة الطبيعية، لذا يجب على البشر، الذين يعانون من تغير المناخ، خلق نوعية جديدة من الفضاءات، و التي لن تحافظ على استدامة البيئة فحسب، بل ستعمل أيضًا على تحسين جودتها، و هناك حاجة لاستكشاف إمكانية إدخال المساحات الخضراء في الأنظمة المكانية الجديدة، في المناطق الحضرية، حيث يتم تحويل الهياكل و التخطيط المكاني ديناميكيًا.
و قالت السيدة حبيبة المرعشي: ” يمكن للمساحات الخضراء أن تشجع التفاعل الاجتماعي و يمكن أن تساهم في جعل المساكن عالية الكثافة أكثر جاذبية و أمانًا. كما توفر المساحات الخضراء العمودية الحضرية فرصًا جديدة للاستخدام التعليمي للمنطقة، و تضمن إمكانية استخدام فسيفساء الموائل لمجموعة كاملة من احتياجات التعليم البيئي للمدارس المحيطة، و يسمح بناء النظام الرأسي الحضري بإصلاح سلامة النظام البيئي و تعزيز الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية و التنوع البيولوجي في البيئة الحضرية، مما يؤدي إلى توفير أفضل للأغذية و السلع و الخدمات لدعم رفاهية الإنسان”.

شارك في الجلسة الحوارية السيدة أوليفيا نيلسن- مدير مشارك في مياموتو الدولية و السيد هنريك بيريرا – الرئيس التنفيذي لشركة طاقة للحلول و الدكتور محمد وسيم يحيى- أستاذ مساعد في قسم الهندسة المعمارية، كلية الهندسة، جامعة الشارقة.
و أشار المشاركون إلى أن الدمج الناجح للتشجير الحضري و المزارع العمودية في المدن سيساهم بشكل فعال في تحقيق العديد من أهداف التنمية المستدامة ومنها الهدف 2 – القضاء التام على الجوع، الهدف 3 – الصحة الجيدة و الرفاهية، الهدف 6 -المياه النظيفة و النظافة الصحية، الهدف 11 – مدن و مجتمعات محلية مستدامة، الهدف 13 – العمل المناخي و الهدف 15 – الحياة في البر، و الهدف 17- عقد شراكات لتحقيق الاهداف و هي كلها ضرورية لتحقيق كافة الأهداف بحلول عام 2030.
أكدت السيدة أوليفيا نيلسن أن مستقبل المدن يجب أن يبدو أكثر حيوية بالأشجار و النباتات. إذا لم تكن النباتات الخضراء في مخيلتنا، فلا يمكننا إنشائها. تسلط العديد من التقارير العلمية الضوء على أهمية التشجير الحضري. تظهر الدراسات العديد من حلول البناء الأخضر ميسورة التكلفة. و اختتمت عرضها بتشجيع الحضور بمنح خيالهم أجنحة حتى نتمكن معًا من خلق مستقبل حضري أخضر معًا!
و خاطب السيد هنريك بيريرا الحضور بشرح مفصل للعلاقة بين التشجير الحضري و استهلاك الطاقة. تمتص الهياكل مثل المباني و الطرق و البنية التحتية الأخرى حرارة الشمس و تعيد إصدارها أكثر من المناطق الطبيعية. تلعب المساحات الخضراء إلى جانب تنقية الهواء دورًا مهمًا من خلال العمل كمصارف للكربون. و أكد أن السياسات و الاستراتيجيات تتشكل بقوة و بجهود متضافرة من جميع القطاعات، لبناء عالم شامل ليس فقط للبشر و لكن لجميع الكائنات.
طرح الدكتور محمد وسيم يحيى على طاولة النقاش مزايا التشجير الحضري مثل: تحسين جودة الهواء، تخفيف مياه الأمطار و تعزيز التنوع البيولوجي. تؤدي الأسطح المزروعة إلى انخفاض درجة حرارة الاسطح و تلطيف الهواء. و أوضح أسباب ظاهرة الجزر الحرارية الحضرية و ختم مناقشته بأنه لا يمكن تنفيذ اللون الأخضر ما لم يتم تنفيذ البنية التحتية الزرقاء- الماء. ستعمل البنية التحتية الخضراء و الزرقاء على تعظيم فوائد التشجير الحضري و الزراعة العمودية.
و اختتمت جلسة الحوار بجولة تفاعلية و مفصلة من الأسئلة التي طرحت على المتحدثين من مديرة الجلسة و كذلك من الحضور.
بشكل عام، كانت الجلسة غنية بالمعلومات و استخلص المشاركين معرفة قيمة متعمقة من هؤلاء المتحدثين الذين قدموا إلى المنصة منظورًا متنوعًا حول هذا الموضوع المهم و الحيوي.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

مجموعة عمل الإمارات للبيئة تجمع 7,002 كجم من العلب

ساهمت في تخفيف 105 من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون شبكة بيئة ابوظبي، دبي، الإمارات العربية …