السلوقية أولاً (06) قصة نضال لإنقاذ محمية طبيعية بمدينة طنجة بالمملكة المغربية

بقلم الدكتور أحمد الطلحي
تنفرد شبكة بيئة أبوظبي بنشر محتوى كتاب “السلوقية أولاً” لخبير البيئة والتنمية والعمارة الدكتور أحمد الطلحي، بشكل أسبوعي 13 ابريل 2024

الخطوات النضالية للتنسيقية في مواجهة قرار فتح السلوقية للتعمير
خلال اجتماع تأسيسها يوم 21 فبراير 2012 دشنت “تنسيقية حماية البيئة والمناطق الخضراء بطنجة، السلوقية أولا” أول محطة في مسلسلها النضالي لإنقاذ غابة السلوقية تمثل في انطلاق توقيع العريضة الخاصة بالموضوع، كما سبقت الإشارة إلى ذلك في المبحث السابق. ثم توالت خطواتها النضالية:

1- البلاغ الصحفي للولاية بتاريخ 22 فبراير 2012:
في اليوم الثاني من تأسيس التنسيقية، وكرد فعل منها، أصدرت الولاية بلاغا صحفيا بتوقيع الكاتب العام يخبر فيه أنه ستتم مراجعة تصميم التهيئة خصوصا منطقة الجبل-الزياتن-أشقار، وأن المسطرة الخاصة بهذه المراجعة في بدايتها حيث سيعقد اجتماع للجنة التقنية المحلية التي ستنظر في هذه المراجعة خلال شهر مارس. وأوضح البلاغ بأن “المراجعة تسير في اتجاه تقليص الكثافة بهذه المنطقة والزيادة في المساحات الغابوية ومنع أي بناء على ضفاف البحر”(1)، إذ سيتم منع البناء في 400 هكتار من الغابات كان مسموحا البناء فيها في تصميم التهيئة الجاري به العمل، كما سيتم تقليص عدد الطوابق المسموح ببنائها في أشقار من 4 طوابق إلى طابقين فقط. كما اعتبر البلاغ “أن مشروع التهيئة الجديد يسير في الاتجاه الذي تدافع عنه كل مكونات مدينة طنجة من مسؤولين إداريين أو منتخبين أو مجتمع مدني”، مطالبا “كافة الفعاليات عدم اتخاذ مواقف مسبقة بشأن هذا المشروع وانتظار المشاورات لإبداء الآراء والملاحظات في الإطار القانوني الجاري به العمل”(2). وهذا البلاغ عوض أن يطمئن الرأي العام، أكد له ضمنيا نوايا الإدارة بالقضاء على غابة السلوقية التي لم يأت عليها بالاسم مطلقا ولم يوضح بالتفصيل مصيرها. وهذا ما أدى إلى ردود فعل قوية من مختلف الفاعلين المحليين السياسيين والمدنيين.

2- الندوة الصحافية للتنسيقية بتاريخ 23 فبراير 2012:
بعد يومين من تأسيسها، نظمت التنسيقية ندوة صحافية يوم 23 فبراير 2012 على الساعة الخامسة مساء بمقر حزب العدالة والتنمية برأس المصلى شارع انجلترا، حيث إن التنسيقية كانت مجبرة على تنظيم الندوة بهذا المقر، حسب ما جاء على لسان أحد أعضائها في هذه الندوة “.. بعد أن أغلقت غرفة التجارة والصناعة وكذا مقر ابن بطوطة التابع لوزارة التعليم الأبواب في وجههم، مشيرا إلى أن الغرفة مسيرة من أطراف لها مصالح خارجة عن أجندة التنسيقية”(3).

قام بتأطير الندوة كلا من السادة: علال القندوسي، الذي تلا كلمة التنسيقية في بداية الندوة بصفته منسق التنسيقية، ومحمد المنصور ومحمد بوزيدان وعبد السلام الشعباوي. وشارك في الندوة “مختلف الوسائل الإعلامية بطنجة. وتمت خلالها إطلاع الرأي العام، على جرائم إبادة المجال الأخضر، وإعدام الأشجار، وتلوث البيئة، وتخريب الشواطئ، وإتلاف المآثر التاريخية… كما تم الإعلان عن حيادية التنسيقية من أي احتواء وأهدافها ومراميها النبيلة، والتي تصب بالأساس، في حماية المجال البيئي، الغابوي منه والبحري، وكذا المجال التاريخي والحضاري والتراثي بطنجة.. ومن بين الخطوات النضالية التي أكدت عليها التنسيقية في هذا اللقاء الصحفي: تحريك الملف إعلاميا، وإصدار بلاغات في الموضوع، الاتصال بالسلطات المحلية قصد تحديد المسؤوليات، تعبئة الرأي العام بواسطة عريضة استنكارية، والتحسيس بخطورة الأمر، إشراك باقي الفعاليات، والدعوة لليقظة، الاحتجاج بتنظيم وقفات ميدانية، ومراسلة الجهات المسؤولة مركزيا.. تنظيم فسحة تحسيسية يوم الأحد 26 فبراير الجاري”(4).

وخلال الندوة أعلن أعضاء التنسيقية ب” أن الوالي محمد حصاد لم يرد أصلا على مطلبهم بمجالسته لتوضيح حقيقة الأمور.. وأبدت مكونات التنسيقية عزمها الالتجاء إلى القانون الدولي في حال لم يتم إنصاف البيئة بطنجة من لدن القضاء والحكومة المغربية، معتبرة أن قضية البيئة هي قضية الأمم المتحدة.. وطالب المتدخلون مؤسسة الأملاك المخزنية برفع يدها عن المساحات الغابوية بالمدينة، وتسليمها إلى المندوبية الجهوية للمياه والغابات، بسبب ما اعتبرته التنسيقية «عجزها عن حماية المساحات الغابوية أمام اللوبي العقاري، الذي ما فتئ يقتطع من مساحاتها»، معتبرة أن هناك «أيادي خفية» تقف حائلا دون انتقال ملكية الغابات بطنجة إلى مصالح المياه والغابات، بدليل التماطل الحاصل في ملفات التحفيظ، التي تقدمت بها المندوبية الوصية بشأن عدة مناطق غابوية، وهو ما اعتبرته التنسيقية محاولة لتركها مفتوحة في وجه لوبي العقار.. وعبر المتدخلون عن رفضهم لقرار مراجعة تصميم التهيئة الذي وصفوه ب«الملتبس».. دون أن يفوتهم تحميل المسؤولية للمجلس الجماعي من أجل العمل على صون المساحات الغابوية، والوفاء بالعهود التي قطعها عمدة المدينة فؤاد العماري ومكونات تحالف الأغلبية على أنفسهم أمام الرأي العام بحمايتها”(5).

3- وقفة التنسيقية بغابة السلوقية يوم الأحد 26 فبراير 2012:
كما تم الإعلان عنها في الندوة الصحافية، نظمت وقفة لتنسيقية حماية البيئة والمناطق الخضراء بطنجة بغابة السلوقية مساء يوم الأحد 26 فبراير 2012. شارك في هذه الوقفة عدد من أعضاء التنسيقية، واعتبرت هذه الوقفة انطلاقة للعمل النضالي الميداني.

4- عقد اجتماع مكتب التنسيقية يوم 27 فبراير 2012:
تم عقد اجتماع للتنسيقية يوم 27 فبراير 2012، وهذه المرة ليس في مقر حزب العدالة والتنمية وإنما في مقر الاتحاد المغربي للشغل وهو من ضمن الهيئات النقابية المنضوية في التنسيقية.
وفي هذا الاجتماع تم تسطير برنامج نضالي لم يتم الإفصاح عنه، كما تمت دعوة مختلف الهيئات والشخصيات الوطنية للالتحاق بالتنسيقية وبالدفاع عن غابة السلوقية بكل الوسائل المتاحة.
وهذا نص بلاغ التنسيقية حول هذا الاجتماع الذي نشر بالمجموعة الفيسبوكية للتنسيقية يوم 28 فبراير 2012:
“عقدت تنسيقية حماية البيئة والمناطق الخضراء بطنجة، السلوقية أولاً اجتماعاً لها مساء أمس الاثنين 27 فبراير 2012 بمقر الاتحاد المغربي للشغل، وقد سطرت في هذا الاجتماع برنامجا نضاليا مكثفا، ندعو ساكنة طنجة للانخراط فيه وتتبع الموضوع بيقظة كبيرة لأن المعركة طويلة الأمد ونحتاج فيها إلى نفس قوي وطويل.

لذلك ندعو الهيئات التي لم تلتحق بالتنسيقية بعد إلى الالتحاق في أقرب أجل ممكن لأن الموضوع خطير جدا ويحتاج إلى تكاثف جهود كل الغيورين، فطنجة مليئة بجمعيات حماية البيئة والمختصون والمحامون والشخصيات الوازنة…فعلى الجميع أن يساهم في إنقاذ السلوقية.. سواء بالدراسات العلمية حول أهمية المنطقة… أو بكتابة مقالات في المنابر الإعلامية الوطنية…أو برفع دعاوى قضائية ضد المتسببين في هذه الكارثة…
المهم على الجميع أن يتحرك…”(6).

هوامش:
(1) البلاغ الصحفي للولاية بتاريخ 22 فبراير 2012
(2) نفس المرجع
(3) جريدة لادبيش عدد 25 فبراير 2012
(4) جريدة العلم عدد 28 فبراير 2012
(5) جريدة المساء عدد 27 فبراير2012
(6) https://www.facebook.com/groups/Tangerverte/permalink/165242413593026/?mibextid=Nif5oz

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

السلوقية أولاً (04) قصة نضال لإنقاذ محمية طبيعية بمدينة طنجة بالمملكة المغربية

بقلم الدكتور أحمد الطلحي تنفرد شبكة بيئة أبوظبي بنشر محتوى كتاب “السلوقية أولاً” لخبير البيئة …