الأكواد العربية للاستدامة

شبكة بيئة ابوظبي، بقلم، المهندس عمر سليم، ماستر في ادارة نمذجة المعلومات، الدوحة، قطر، 25 مارس 2023

مقدمة:
الاستدامة لغويًا: استمرار الشيء ودوامه، ويقال استدام له الخير واستدام لابنه الخير أي طلب استمراره. الاستدامة اصطلاحًا: تلبية احتياجات البشر في الوقت الراهن من دون المس بما تحتاجه الأجيال الجديدة. أكواد التصميم البيئي أو الاستدامة هي قوانين لتنظيم أبرز المتطلبات المعمارية:

تتعلق بالأمور الواجب توفرها عند التصميم ليكون المبنى أقرب ما يمكن إلى الاستدامة مثل الحفاظ على البيئة وتوفير المياه والطاقة والتهوية الطبيعية وتقليل التلوث والنفايات.
هناك الكثير من الأكواد على مستوى العالم، أشهرها:
● LEED الأمريكي ( Leadership in Energy and Environmental Design) :
طُوّر هذا النظـام مـن قبـل المجلـس الأمريكـي للأبنيــة الخــضراء (USGBC) فــي عــام 1998 وهـو نظـام معتـرف بــه دوليًـا بأنـه مقيـاس تــــصميم (Design) وإنــــشاء (Construction) وتشغيل (Operations) مبــانٍ مراعية للبيئة وعالية الأداء.
● BREEAM البريطاني ( Building Research Environmental Establishment Assessment Method) :
الأسلوب الأول في العالم لتقييم أداء المباني بيئيـاً وتصنيفها. انطلق عام 1990 في إنكلترا من قبل مؤسسة بحوث الأبنية البريطانية (BRE).

صورة توضح البلاد التي تستخدم الـ LEED والبلاد التي تستخدم BREEAM

تركيزنا في هذا المقال على الأكواد والمعايير في البلاد العربية:
معايير الاستدامة ما هي إلا أدوات تمكّننـا مـن قيـاس استدامة مبنى معين لعناصر ومكونات الاستدامة عبـر تجارب وحسابات واستبيانات معينـة تعطينا النتيجـة كمحصلة نهائية للمبنى بشكل كامل.

1. مصر (متوقع الإنشاء)
يتم العمل حاليًا على GPRS نظام تصنيف البناء الأخضر من قبل المجلس المصري للبناء الأخضر.
لقد كانت الموافقة على وضع نظام وطني لتصنيف البناء الأخضر يسمى الهرم الأخضر GPRS إجراء فوري لتفعيل دور هذا المجلس. كلّف المجلس لتحديد إطار نظام التصنيف وقد تم تشكيل لجنة محلية لمراجعة وإعطاء الموافقة النهائية على نظام تصنيف البناء الأخضر. إن إدراك نظام بيئي فريد، بالإضافة إلى إدراك التحديات الصناعية والاجتماعية في المنطقة يؤدي إلى الحاجة لنظام تصنيف حيث يساعد على تحديد ما يشكل «البناء الأخضر المصري» لتحقيق هذا الهدف، فإن نظام التصنيف سوف يبنى على قوانين الـ BEECS المصرية ودمج المنهجيات والتقنيات التي أثبت استخدامها نجاحاً في برامج من الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا وأمريكا الجنوبية والشرق الأوسط. الاستجابة الأولية من جانب صناعة البناء لإقامة نظام تصنيف البناء الأخضر ومنح التصاريح للبناء الأخضر كانت إيجابية للغاية لعدة أسباب بما في ذلك تطوير نظام نقاط قيم ومنطقي والتي من شأنها أن تشجع على الامتثال وتثبيت الكفاءة.

GPRS نظام مصر تصنيف البناء الأخضر

GPRS نظام مصر تصنيف البناء الأخضر

يتسم تصميم الشعار ببساطة مدلولة الهرم الأخضر وهو معبّر عن أكبر بناء أخضر في العالم وهو الهرم المصري التاريخي وعن زهرة اللوتس الخضراء وهي تعبر عن ارتباط هذا النبات القديم بالبيئة المحلية، أما عن الإطار الخارجي الأخضر الدائري وهو يعني التركيز على هدف المجلس المصري للبناء الأخضر وهو الحفاظ على الاتزان البيئي واستدامته وأن فلسفة البناء الأخضر تتركز على حقيقة ثابتة وهي بعد إنشاء المبنى أو المنشأ يصبح هذا البناء جزءاً لا يتجزأ من البيئة المحيطة.
هناك ثلاثة مستويات للحصول على شهادة الأبنية الخضراء وفقًا لنظام التصنيف المصري للعمارة الخضراء:
● مستوى (الهرم الفضي) وهو أقل مستوى مسموح بها لترخيص المنشأ كبناء أخضر.
● مستوى (الهرم الذهبي) وهو المستوى المتوسط المطلوب لترخيص المنشأ كبناء أخضر.
● مستوى (الهرم الأخضر) وهو أعلى مستوى لترخيص المنشأ كبناء أخضر.
(على خلاف غيرها من نظم التصنيف الدولية، يطلق على أعلى مستوى من الشهادات المسمّى «خضراء» بدلاً من البلاتيني)
يعد المجلس المصري للعمارة الخضراء منهج بناء كامل للاستدامة من خلال إدراك الأداء في سبع مجالات رئيسية هي:
● مواقع التنمية المستدامة
● ترشيد استهلاك المياه
● كفاءة استخدام الطاقة والبيئة
● اختيار نظم ومواد البناء
● جودة البيئة في الأماكن المغلقة
● عملية التصميم والابتكار
● إعادة تدوير النفايات الصلبة
يتميز هذا الكود بميزة يندر وجودها في الأكواد العالمية وهي إعطاء درجات على نموذج البيم
● حيث يعطي درجتين على نموذج البيم
● وثلاث درجات لتطبيق الاستدامة من خلال البيم
● وأربع درجات لتطبيق إدارة المنشأ من خلال البيم

2. لبنان (ناشئ)
نظام أرز اللبناني (بالإنجليزية: ARZ Rating System). تم تطويره بواسطة خبراء لبنانيين من LGBC سنة 2011 بالشراكة مع مؤسسة التمويل الدولية، ويهدف إلى تحقيق أقصى قدر من الكفاءة في التشغيل وتقليل الأثر البيئي. نظام الأرز هو منهج قائم على الأدلة لتقييم المباني ومدى استدامتها. النظام يحتوي على مجموعة من التقنيات والإجراءات ومستويات استهلاك الطاقة التي تتوقع LGBC رؤيتها في المباني الخضراء.
تم تصميم نظام تقييم المباني أرز لقياس مدى تحقيق المباني التجارية القائمة في لبنان لكونها أماكن صحية ومريحة للعمل، وتستهلك كمية مناسبة من الطاقة والمياه، مع وجود تأثير منخفض على البيئة الطبيعية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن نظام التصنيف سوف تحفز أصحاب المباني ومديري المرافق لتحقيق مستويات شهادة أعلى من أي وقت مضى لجذب المستأجرين المميزين والعملاء.
درجات التصنيف:
● ذهب
● فضة
● برونز
● معتمد
● مسجل

شعار نظام لبنان LGBC

 

موقع مجلس لبنان للأبنية الخضراء :
http://www.arzrating.com/
http://www.lebanon-gbc.org

3. قطر (ناشئ)
GSAS بقطر (Global Sustainability Assessment System)
تم تطويره في عام 2010 بواسطة المنظمة الخليجية للبحث والتطوير (GORD) بالتعاون مع مركز T.C. Chan في جامعة بنسلفانيا، ويهدف إلى إنشاء بيئة حضرية مستدامة لتقليل التأثيرات البيئية للمباني وفي نفس الوقت تحقق احتياجات المجتمع.
ومن أهم مميزات هذا النظام إنه يأخذ في الحسبان السمات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والثقافية للمجتمع، والتي تختلف في مناطق العالم.
المعايير الخاصة بشهادة GSAS تنقسم إلى 8 أقسام:
قامت قطر بإدراج QSAS في كود البناء القطري 2010 والان يجب على كل مشاريع القطاع العام والخاص الحصول على شهادة GSAS. تضم GSAS 140 آليه تقييم للاستدامة، وتنقسم إلى 8 أقسام تشمل الاتصال الحضري والموقع والطاقة والماء والمواد والبيئة الداخلية والقيمة الاقتصادية والثقافية والإدارة والتشغيل. كل قسم من النظام سوف يقيس خاصية معينة في التأثير البيئي للمشروع. كل قسم ينقسم إلى معايير محدده تقيس وتحدد موضوع بعينه. ثم يعطى درجة لكل قسم حسب درجة التوافق.

 شعار نظام قطر GSAS 

موقع المنظمة الخليجية للبحث والتطوير لنظام قطر GSAS :
http://www.gord.qa/gsas-trust

4. أبوظبي (ناشئ)
نظام استدامة لمدينة أبو ظبي (بالإنجليزية: Estidama Rating System). وتم إنشاؤه سنة 2008 من قبل مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني (UPC) لتحسين الحياة لمن يسكن في أبو ظبي من خلال التركيز على العادات الثقافية والقيم الاجتماعية. صمّم ليدعم الاستدامة من التصميم للتنفيذ إلى التشغيل يشمل المجتمعات والمباني والفيلات، ويعطي إرشادات ومتطلبات لتقييم الأداء المتوقع للمشروع من منظور الاستدامة.
يعتبر نظام التقييم بدرجات اللؤلؤ (PRS) المحور الرئيسي لبرنامج “استدامة”، حيث أنه يشكل إطار عمل يمكّن المطوّر من الحصول على تصميم وبناء وتشغيل مستدام للمجتمعات العمرانية والمباني والفلل. ولقد تم إعداد نظام التقييم بدرجات اللؤلؤ ليتناسب بشكل خاص مع الجو الحار والمناخ الصحراوي ومعدل البخر العالي، سقوط المطر القليل، وندرة المياه الصالحة للشرب لإمارة أبوظبي.


صورة توضح الأقسام المتنوعة في نظام التقييم اللؤلؤي

ُصمِّم نظام التقييم بدرجات اللؤلؤ ليدعم المشاريع المستدامة انطلاقاً من مرحلة التصميم ومروراً بمرحلة البناء ووصولاً إلى مرحلة التشغيل، بالإضافة إلى أنه يضع التوجيهات والمتطلبات اللازمة لتقييم الأداء المحتمل للمشروع فيما يتعلق بمحاور الاستدامة الأربعة.
تتألف أنظمة التقييم بدرجات اللؤلؤ من سبع مجموعات أساسية لعملية التطوير المستدام (كما هو موضح بالصورة أعلاه)، ويوجد تحت كل مجموعة من هذه المجموعات وحدات تقييم إلزامية وأخرى اختيارية؛ لتحقيق درجة لؤلؤ واحدة يجب استيفاء جميع المتطلبات الإلزامية، ولتحقيق درجة 2-5 لآلئ يجب استيفاء جميع المتطلبات الإلزامية إلى جانب بعض المتطلبات الاختيارية.
يجب أن تستوفي جميع المشاريع الجديدة متطلبات درجة اللؤلؤة الواحدة على الأقل لتحصل على الموافقات المطلوبة من الهيئات المعنية بالتخطيط وإصدار التراخيص، أما المباني التي تمولها الحكومة فيجب أن تستوفي متطلبات درجة لؤلؤتين على الأقل.
قَيم البناء بنظام اللؤلؤة على ثلاث مراحل:
o تقييم اللؤلؤة للتصميم
o تقييم اللؤلؤة للإنشاء
o تقييم اللؤلؤة للتشغيل

 شعار نظام ابوظبي ESTIDAMA 

ويضم نظام اللؤلؤة للتصنيف نوعين من النقاط:
● النقاط الإلزامية Mandatory Credits وتعكس متطلبات مجلس أبوظبي
● النقاط الاختيارية (Credits Optional لتحسين أداء المبنى بيئياً.

النتائج:
هناك نقاط مشتركة بين الأكواد العربية للاستدامة مثل الحفاظ على المياه والطاقة ونقاط اختلاف في تقييم بعض العناصر نظرًا لاختلاف خصائص كل بلد. وبحاجة إلى دعم الحكومات لتشجيع تطبيق الاستدامة في المشاريع المعمارية.

المراجع
1. دراسة مقارنة تحليلية لبعض معايير الاستدامة السـكنية العالمية م. طلال مروان البحرة د.م. عقبة فاكوش
2. استخدام البيم في العمارة الخضراء
3. LEED for homes rating system, 2008, U.S Green Building Consol, U.S Green Building Consol

 

 

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

محمد بن راشد يعتمد مشروع “تصريف” لتطوير شبكة تصريف مياه الأمطار في دبي بـإجمالي 30 مليار درهم

المشروع يرفع الطاقة الاستيعابية 700٪ ويغطي 100% من مساحة دبي لمدة 100 عام القادمة. • …