بتنظيم هيئة البيئة – أبوظبي وفي إطار مبادرة القرم – أبوظبي
شبكة بيئة أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة، 10 ديسمبر 2024
في إطار عام الاستدامة الثاني لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتحت مظلة مبادرة القرم – أبوظبي واستراتيجية التغير المناخي لإمارة أبوظبي، انطلقت اليوم في أبوظبي فعاليات المؤتمر الدولي الأول من نوعه في العالم لصون أشجار القرم وتنميتها، الذي تنظمه هيئة البيئة – أبوظبي. يجمع المؤتمر أكثر من 500 مشارك من الخبراء وصناع القرار والأكاديميين والباحثين لمناقشة التحديات العالمية الملحة التي تواجه غابات القرم، وأفضل الممارسات الدولية في مجال إعادة تأهيل أشجار القرم والمحافظة عليها.
تضمنت قائمة المتحدثين الرئيسيين في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، سعادة رزان خليفة المبارك، رئيس الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN)، وسعادة د. شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي والدكتور أندرو تيري، مدير الحفظ والسياسات في جمعية عِلم الحيوان في لندن.
يهدف المؤتمر إلى تعزيز الاستراتيجيات المبتكرة لاستعادة أشجار القرم، من خلال الاستفادة من أحدث الدراسات العلمية والابتكارات التقنية، وتعزيز التعاون الدولي لمواجهة الأزمتين المتمثلتين في فقدان التنوع البيولوجي وتغير المناخ. كما يوفر المؤتمر منصة لتبادل المعرفة والتعرف على أفضل الممارسات، وتعزيز الشراكات العالمية لحماية وإعادة تأهيل أحد النظم البيئية الأكثر حيوية على كوكب الأرض.
قالت سعادة رزان خليفة المبارك، رئيس الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، في كلمتها الافتتاحية:” يسعدني أن افتتح أول مؤتمر دولي في العالم لصون وتنمية أشجار القرم هنا في أبوظبي. بصفتي رئيسة الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، أشعر بتأثر عميق لوجودي وسط هذا الكوكبة التي تضم العديد من القادة، والباحثين، وصناع السياسات، وممثلي القطاع الخاص، وفئات المجتمع، جميعهم متحدون بالتزام مشترك للحفاظ على أحد أكثر النظم البيئية حيوية على كوكبنا. هذا الحدث يجسد التزام القيادة الرشيدة لإمارة أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة بحماية البيئة.”
وأضافت: “إن أشجار القرم، بقدرتها الفريدة على تخزين الكربون، وحماية السواحل، ودعم التنوع البيولوجي، تُعدّ عنصرًا أساسيًا في معالجة تحديين رئيسيين هما فقدان التنوع البيولوجي وتغير المناخ. ومع ذلك، فإن هذه الأشجار تواجه تهديدات غير مسبوقة، حيث إن 50% من النظم البيئية للقرم في العالم مهددة بالانهيار بحلول عام 2050. هذا المؤتمر ليس مجرد دعوة للعمل، بل هو أيضًا احتفاء بالفرص المتاحة أمامنا لعكس هذا المسار. من خلال العمل الجماعي والمبادرات العالمية، مثل مبادرة تنمية القرم، التي تحظى بدعم تحالف القرم من أجل المناخ والتحالف العالمي للقرم، لدينا الأدوات والشراكات اللازمة لضمان مستقبل مستدام لهذه الغابات.”
واختتمت كلمتها قائلة: “اليوم، بينما نجتمع مع الخبراء والباحثين من جميع أنحاء العالم، دعونا نستمد الإلهام من مرونة أشجار القرم نفسها. هذه النظم البيئية تذكرنا بالقوة الكامنة في الوحدة والترابط. من خلال حماية أشجار القرم واستعادتها والاستثمار فيها، يمكننا أن نضمن إرثًا دائمًا للأجيال القادمة، ونضمن استمرار هذه النظم البيئية الفريدة في دعم الحياة على كوكب الأرض. معًا، يمكننا تأمين مستقبل مستدام للجميع.”
وأكدت سعادة د. شيخة الظاهري في كلمتها الافتتاحية، على أهمية المؤتمر قائلة: “تعكس استضافة هذا الحدث خلال عام الاستدامة الثاني لدولة الإمارات مسؤوليتنا الجماعية نحو مستقبل مستدام. فأشجار القرم تعتبر حصن الطبيعة – فهي تمتص الكربون، وتحمي السواحل، وتعتبر ملاذًا للتنوع البيولوجي. ومع ذلك، تواجه ما يقرب من 50% من نظم أشجار القرم البيئية في العالم خطر التدهور بسبب الأنشطة البشرية، ويوفر هذا المؤتمر منصة مثالية لمعالجة هذه التحديات من خلال تعزيز التعاون الدولي المشترك.”
وأضافت سعادتها، مسلطةً الضوء على الجهود الرائدة التي تبذلها أبوظبي، “هنا في أبوظبي، أدركنا منذ فترة طويلة أهمية حماية واستعادة التنوع البيولوجي لدينا. وكشفت دراساتنا الميدانية أن مساحة أشجار القرم في إمارة أبوظبي قد زادت من نحو 9,100 هكتار في عام 1987 إلى 17,600 هكتار بحلول عام 2020. وتؤكد هذه الجهود، جنبًا إلى جنب مع مبادرة القرم- أبوظبي، التزامنا باستخدام النهج العلمي والمبتكر في عمليات إعادة التأهيل.”
وأشادت سعادة د. شيخة الظاهري بإرث الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مشيرة إلى أن رؤيته الحكيمة وضعت الأساس لبرامج ومبادرات حماية البيئة في الدولة. وأشارت سعادتها إلى أن “هذا المؤتمر هو تكريم لإرث الشيخ زايد ورؤيته الشاملة – وهي الرؤية التي ركزت ليس فقط على بناء الأمة، ولكن أيضًا على بناء الطبيعة. من خلال حماية أنظمتنا البيئية والمحافظة على كوكبنا، يمكننا ترك إرثنا للأجيال القادمة”.
في حين أكد الدكتور أندرو تيري، مدير الحفظ والسياسات في جمعية علم الحيوان في لندن، على أهمية أشجار القرم وقال: تعتبر أشجار القرم وغيرها من الموائل الساحلية الرئيسية من أبطال الطبيعة، حيث تؤدي وظائف حيوية للإنسان والحياة البرية على حد سواء. وعلى مدى العقد الماضي، شهدنا زيادة هائلة في الاهتمام بدعم تعافي أشجار القرم، وخاصة من القطاع الخاص ومن خلال العمليات الحكومية الدولية. ونحن بحاجة إلى التأكد من أن هذه الجهود تستند إلى الأدلة ومنصفة محليًا. وتفخر جمعية علم الحيوان في لندن بأنها شريك مؤسس لمبادرة القرم – أبوظبي ومنظم مشارك لهذا المؤتمر المهم للغاية. ويتمثل التزامنا في المساهمة بكل خبرتنا التي تزيد عن 30 عامًا في الحفاظ على أشجار القرم لدعم تبادل أفضل الممارسات والمعرفة لدفع عملية تعافي هذه الموائل الحيوية “.
وتستعرض جلسات المؤتمر الدروس المستفادة من مشاريع إعادة تأهيل أشجار القرم والتحديات التي تواجهها حول العالم. ومن خلال المناقشات واللجان المتخصصة، يسعى المشاركون إلى تحديد مسارات لتحقيق برامج مستدامة ومؤثرة لإعادة تأهيل هذه الأشجار الفريدة.
وفي اليوم الأول، سيتم تقديم محاضرة بعنوان “تحقيق استعادة متكاملة لأشجار القرم من أجل الطبيعة والمناخ والإنسان”، وتبع المحاضرة حلقة نقاشية تناولت قضايا هامة مثل دور التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في إعادة التأهيل، ودور الشركاء، وإمكانية استخدام أرصدة الكربون الناتجة عن أنشطة إعادة التأهيل، وأهمية إشراك المجتمع المحلي.
يسلط المؤتمر الضوء أيضًا على مبادرة القرم أبوظبي، التي أُطلقت في عام 2022 كمنصة شاملة للمشاريع المحلية والدولية لحماية أشجار القرم والكربون الأزرق. تدمج المبادرة تقنيات حديثة لإعادة التأهيل والمراقبة مما عزز من مكانة أبوظبي كمركز عالمي للبحث والابتكار في استعادة أشجار القرم.
ومن المتوقع أن تضع المناقشات في المؤتمر أساسًا للتقدم المستمر في مجال حماية أشجار القرم، مع استمرار التعاون بين مبادرة القرم – أبوظبي وشركائها العلميين الدوليين البالغ عددهم 11 شريكًا، وقد انضمت هيئة البيئة – أبوظبي رسميًا إلى تحالف القرم العالمي كأحد الأعضاء الرئيسيين.
ويشار إلى أن هيئة البيئة – أبوظبي تنظم هذا المؤتمر الدولي بدعم من عدد من المنظمات البيئية والهيئات العلمية، مثل برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، وعِقد الأمم المتحدة لاستعادة النظم البيئية، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وجامعة سانت أندروز، وبرنامج عقد المحيط العالمي للكربون الأزرق، وتحالف القرم العالمي، ومشروع العمل من أجل القرم، ومجموعة خبراء القرم التابعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، وجمعية علم الحيوان بلندن (ZSL)، ومنظمة الأراضي الرطبة الدولية، وصندوق الطبيعة العالمي – جمعية الإمارات للطبيعة.