بـ لغة بسيطة.. أهم 9 نقاط في تقرير IPCC الآخير عن تغير المناخ ومستقبل الأرض

شبكة بيئة ابوظبي، بقلم، أحمد شوقي العطار، رئيس تحرير منصة أوزون، القاهرة، مصر في: 22 مارس 2023

يعد أحدث تقرير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، والذي صدر قبل يومين، بمثابة التقرير الأهم في العالم الآن، حيث يحدد ملامح مستقبل الأرض في ظل تغير المناخ والاحترار العالمي المتزايد.
فيما يلي بعض النقاط البارزة من “ملخص لصانعي السياسات”، بلغة بسيطة ومفهومة، بالإضافة إلى بعض الاقتباسات البارزة من التقرير التاريخي، وتحليل لها من قبل الخبراء الذين تواصلت معهم أوزون.

1- تغير المناخ ومستقبل الأرض
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه يجب على البلدان الآن أن تفعل “كل شيء، في كل مكان، دفعة واحدة” للحد من انبعاثات الاحتباس الحراري وإنقاذ الكوكب.
وهذا يعني ، وفقا لوكالة الطاقة الدولية، عدم استخراج نفط أو غاز أو فحم جديد من باطن الأرض.
لكن الواقع يؤكد، وفقًا للخبراء، أن القوتين العظميين الرائدتين في مجال المناخ تستخفان بهذه الحتمية العلمية، حيث وافقت الولايات المتحدة مؤخرًا على مشروع ويلو النفطي الضخم في ألاسكا، وسمحت الصين في العام الماضي ببناء محطات فحم جديدة بقدرة 106 جيجاوات.

2- العدالة المناخية
الحلول المناخية والعدالة المناخية والسرعة المناخية هي الموضوعات الرئيسية للتقرير. إذا “تحركنا الآن”، كما يقول رئيس الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ هويسونج لي، فلدينا الحلول “لتأمين مستقبل صالح للعيش ومستدام للجميع”. ولكن يجب أن نتحرك اليوم، وليس غدا.
يجب أن نسترشد بالإنصاف والعدالة المناخية. يعيش ما يقرب من نصف سكان العالم في أماكن “معرضة بشدة لتغير المناخ”، حيث “كانت الوفيات الناجمة عن الفيضانات والجفاف والعواصف أعلى 15 مرة” من أي مكان آخر.

3- الخسائر والأضرار
الناس يتضورون جوعا، الآن، بسبب تغير المناخ، خاصة في البلدان الفقيرة في جميع أنحاء الجنوب العالمي.
يقول تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ نصًا: “إن تزايد الظواهر الجوية والمناخية المتطرفة عرض ملايين الأشخاص لانعدام الأمن الغذائي الحاد وانخفاض الأمن المائي، مع ملاحظة أكبر الآثار السلبية في العديد من المواقع والمجتمعات في إفريقيا وآسيا وأمريكا الوسطى والجنوبية وأقل البلدان نموا والجزر الصغيرة والقطب الشمالي، وعلى الصعيد العالمي للشعوب الأصلية وصغار منتجي الأغذية والأسر ذات الدخل المنخفض”.

4- هدف 1.5 درجة مئوية
يشدد العديد من العلماء والمسؤولين على أن هذا التقرير يبعث على الأمل أيضا، حيث أشار في ثناياه إلى أن الحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية لا يزال ممكنا من الناحية الفنية، وأن درجات الحرارة العالمية ستتوقف عن الارتفاع إذا خفضنا انبعاثات الاحتباس الحراري، بدءا من الآن.
وتقول الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ نصًا: “إن التخفيضات العميقة والسريعة والمستدامة في انبعاثات غازات الدفيئة من شأنها أن تؤدي إلى تباطؤ ملحوظ في ظاهرة الاحتباس الحراري في غضون عقدين تقريبا”.

5- التمويل
يتطلب النجاح تمويلا وفيرا لاتخاذ إجراءات أقوى بكثير في البلدان النامية. ولدى العالم الكثير من المال لمعالجة هذه المشكلة، ولكن يجب على دول ومؤسسات الشمال العالمي الوفاء بالتزامها القانوني بتقديم 100 مليار دولار من المساعدات المناخية السنوية، وأكثر من ذلك بكثير في المستقبل.
يقول تقرير الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ نصًا: “إن اعتماد التكنولوجيات المنخفضة الانبعاثات يتخلف في معظم البلدان النامية، ولا سيما أقل البلدان نموا.
وإذا أردنا تحقيق الأهداف المناخية، فإن تمويل التكيف والتخفيف من آثار تغير المناخ سيحتاج إلى زيادة أضعاف مضاعفة. هناك رأس مال عالمي كاف لسد فجوات الاستثمار العالمية ولكن هناك حواجز أمام إعادة توجيه رأس المال إلى العمل المناخي”.

6- إزالة الكربون
خفض الانبعاثات وحده لن يكون كافيا. إزالة CO2 من الغلاف الجوي هو الآن ضروري أيضًا، فالوصول إلى صافي صفر من الانبعاثات لن يؤدي إلا إلى استقرار تركيز انبعاثات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، والتي تبلغ حاليا 420 جزءا في المليون.
البقاء عند هذا المستوى سيؤدي إلى كميات هائلة من ارتفاع مستوى سطح البحر في القرون القادمة، لذلك يجب إيجاد طرق لإزالة CO2 من الغلاف الجوي، سواء من خلال الطرق الطبيعية (أي النباتات والتربة) أو الطرق الاصطناعية (على سبيل المثال، استخراج الحجر الجيري).
هنا يجب الحرص على عدم الخلط بين الضرورة العلمية لإزالة ثاني أكسيد الكربون، واحتجاز الكربون وتخزينه، وهو خيار اقتصادي يتيح استمرار حرق الوقود الأحفوري.
قال التقرير نصًا: “يتطلب الوصول إلى صافي انبعاثات غازات الدفيئة الصفرية في المقام الأول تخفيضات كبيرة في CO2 والميثان وانبعاثات غازات الدفيئة الأخرى، وينطوي على انبعاثات سلبية صافية من ثاني أكسيد الكربون. ستكون إزالة ثاني أكسيد الكربون (CDR) ضرورية لتحقيق صافي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون السلبية “.

7- التجاوز
أصبح تجاوز هدف 1.5 درجة مئوية أمر ممكن جدا ولكن يجب تقليل هذا التجاوز تماما عند 1.6 درجة مئوية، وهو حد أكثر أمانا من 1.7.
ستكون إزالة ثاني أكسيد الكربون ضرورية للحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة في المستقبل بالقرب من 1.5 درجة مئوية قدر الإمكان. لكن كل جزء من الدرجة يعزز مخاطر الآثار الكارثية التي لا رجعة فيها.
يقول تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ نصًا: “إذا تجاوز الاحترار مستوى محددا مثل 1.5 درجة مئوية، فيمكن تخفيضه تدريجيا مرة أخرى من خلال تحقيق صافي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية السلبية والحفاظ عليه.
هذا يتطلب نشرا إضافيا لإزالة ثاني أكسيد الكربون، وينطوي التجاوز على آثار ضارة، وبعضها لا رجعة فيه، ومخاطر إضافية على النظم البشرية والطبيعية، وكلها تتزايد مع حجم التجاوز ومدته”.

8- التكيف
من خلال الاستثمار الكبير في التكيف، يمكننا تجنب المخاطر المتزايدة، وخاصة بالنسبة للفئات والمناطق الضعيفة. المناخ والنظم الإيكولوجية والمجتمع كلها أمور مترابطة. سيساعد الحفظ الفعال والمنصف لما يقرب من 30-50٪ من أراضي الكوكب والمياه العذبة والمحيطات على ضمان كوكب صحي.
توفر المناطق الحضرية فرصة على نطاق عالمي للعمل المناخي الطموح الذي يساهم في التنمية المستدامة.
يمكن للتغيرات في قطاع الأغذية والكهرباء والنقل والصناعة والمباني واستخدام الأراضي أن تقلل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
في الوقت نفسه، يمكنهم أن يسهلوا على الناس قيادة أنماط حياة منخفضة الكربون، مما سيؤدي أيضا إلى تحسين الصحة والرفاهية.
كما يمكن أن يساعد الفهم الأفضل لعواقب الاستهلاك المفرط الناس على اتخاذ خيارات أكثر استنارة.

9- الشركات
يتطلب بقاء الأهداف المناخية على قيد الحياة، التخلص التدريجي السريع من جميع عمليات حرق النفط والغاز والفحم، ما يعني تغيير خطط شركات النفط الكبرى.
يقول تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ: “تتضمن مسارات التخفيف الطموحة تغييرات كبيرة ومدمرة في بعض الأحيان في الهياكل الاقتصادية القائمة”.

المصدر، منصة أوزون

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

الهدف الجماعي الجديد (NCQG) في مفاوضات المناخ (COP29)

قمة المناخ وكيفية الاستفادة من التمويل الدولي لدعم استراتيجيات التكيف والتخفيف – ميسون الزعبي: تحفيز …