“وجبة ….. إبداع وابتكار (6) “الأسس المنهجية لاستشراف المستقبل (2) ”

شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في التميز المؤسسي (EFQM)، خبير استراتيجيات القوة الناعمة، خبير ادارة مركز اسعاد المتعاملين، (7 STAR)، خبير حوكمة معتمد، خبير تصميم سيناريوهات المستقبل 6 مارس 2017

1. الأسس المنهجية في استشراف المستقبل:
هنالك مجموعة من الأسس المنهجية التي يجب أن تقوم عليها عملية استشراف المستقبل وهي:
• الشمول والنظرة الكلية للأمور ومدى تفاعلهما مع بعضهم البعض.
• مراعاة التعقيد والابتعاد عن التبسيط والنظر بأبعاد متنوعة ومن جوانب مختلفة.
• القراءة الجيدة للماضر والحاضر من خلال التجارب الذاتية وتجار ب الأخرين.
• المزيج بين الأساليب النوعية والكمية في العمل المستقبلي.
• الحيادية والموضوعية في اختيار البدائل والاعتماد على الخبرات المتراكمة.
• العمل التشاركي الإبداعي للفريق الذي هو أساس النجاح من خلال توحيد الأفكار والخبرات في بوتقة واحدة.
• التعلم الذاتي من عملية الدراسة والاستفادة من الجربة المطبقة بكل مرحلة من مراحل التنفيذ.

2. أساليب استشراف المستقبل:
هناك ثلاثة أساليب لتحليل الدراسات المستقبلية سنذكرها على الرغم من تطورها المستمر مع التغييرات التكنولوجية والمعرفية والتجارب والإبداع في تطبيق استشراف المستقبل وهي:
‌أ. الأساليب الكمية: وتتمثل باستخدام الأساليب الإحصائية، المسح، الاستفتاء، التنبؤ المورفولوجي، صياغة النماذج، التحليل التاريخي، الوسط الحسابي، السلاسل الزمنية، الكفاية النسبية، الانحراف المعياري، بيرت، دلفي، النماذج النسبية، الإسقاط بالقرنية، المحاكاة، نظرية الألعاب، الطرق التشاركية، تحليل الظواهر، اسلوب شجرة العلاقات، دولاب المستقبل، مصفوفة التأثير، المنحنى الجامح، الإسقاط والتنبؤ الاستقرائي.

‌ب.
الأساليب النوعية: والتي تعتمد على المعرفة الضمنية للعاملين بالمنظمة من مخزون الخبرات والذكاء والتفكير والخيال والعصف الذهني).

‌ج. الأسلوب المتوازن بين النوع والكم من خلال الدمج بين المعارف والخبرات الضمنية بالأساليب الكمية.

وقد أشار معظم الباحثين إلى الأساليب الاكثر استخداماً في استشراف المستقبل فيما يتعلق بالأساليب النوعية هو اسلوب السيناريوهات واسلوب دلفي اللذان يجمعان بين الأسلوب الكمي والنوعي، وسوف يتم التعريف بهما بشكل منفصل بدراسات لاحقة.

كما أن استشراف المستقبل لا يهدف لإصلاح الحاضر، ولا تقليص أخطاؤه ولا يعيد تصحيح عثرات الماضي، إنما يركز على الصورة المثلى للمستقبل من خلال اكتشاف فرص تحسين في التخطيط الحاضر لتوجيه الدفة المستقبلية لاقتناصها واعتبارها نقطة قوة يستند عليها في صنع المستقبل من الحاضر، فالحاضر نقطة الانطلاقة الحقيقة لاستشراف المستقبل.

الطبول تُقرع، ودعوات المستقبل تتكرر لاكتشافه برحلات فكرية معرفية حكيمة، تحول أزمات الحاضر الى ميلاد جديد، وتحول المشكلات لفرص يتم اقتناصها لتحقيق ما فوق التميز، فلا يستطيع كل إنسان سماع نداء المستقبل الذي يؤمن باختراقه إلا بالفكر الابتكاري الهادف لركب التحدي المعقد.

وقد كانت دولة الإمارات العربية المتحدة السباقة في المنطقة بالاهتمام بهذا العلم لتصبح قبلة جاذبة للعالم بفضل تقدمها المتسارع في شتى الميادين، وتمثل ذلك بقرار سمو الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء باستحداث وزارة خاصة لاستشراف المستقبل حيث يقول سموه: (المستقبل لا ينتظر المترددين). وكلنا ثقة في القيادة الحكيمة لدولة الإمارات في استشراف مستقبلها وأن تعيشه بأفكاره وثقافته، وأن تتجاوز الزمان ونستشرف بيئة المكان والزمان القادم، وتستحضر التاريخ وتجبله بتجارب الحاضر لتبرع أكثر في صناعة المستقبل ليبقى ضمن تجارب الحاضر، وأن تصبح ومؤسساتها المنتج للخطط والرؤى المستقبلية، والمرجع للعديد من مؤسسات وحكومات دول العالم في استشراف المستقبل.

فما أضيق الحاضر بدون نافذة مستدامة للمستقبل، يلتقي فيها الماضي بالحاضر مع المعرفة الموجه والمخزونة التي تشكل نبضات المستقبل وتحدد حلقاته ليصبح حاضراً.

المراجع:
1. ورقة عمل قدمت لورش العمل حول الدراسات المستقبلية ضمن فعاليات منتدى الجزيرة السابع، الدوحة، قطر، 2013.
2. تعريف ومعنى استشراف في قاموس المعجم الوسيط، اللغة العربية المعاصر. قاموس عربي عربي.
3. محمد ابراهيم منصور – بحث الدراسات المستقبلية وماهيتها – 2006.
4. السنبل، عبد العزيز بن عبد الله (2003م). استشراف مستقبل التعليم عن بعد في المملكة العربية السعودية. الرياض: مركز بحوث كلية التربية، جامعة الملك سعود.
5. فيله، فاروق وعبد الفتاح، أحمد 2003: الدراسات المستقبلية – منظور تربوي الطبعة الأولى، دار المسيرة عمان – الأردن.
6. السن، عادل عبد العزيز 2009: الاستشراف وبناء السيناريوهات، ورقة عمل مقدمة في ورشة عمل الاستشراف والتخطيط الاستراتيجي، طنجة، المملكة المغربية.
7. المفتي، محمد الأمين 2012، الدراسات المستقبلية، منهجيات وأدوات، مجلة العلوم التربوية، معهد الدراسات التربوية، جامعة القاهرة، العدد الثالث.
8. إبراهيم، سعد الدين وآخرون (1989م). مستقبل النظام العالمي وتجارب تطوير التعليم. عمان: منتدى الفكر العربي.
9. العواد، خالد بن إبراهيم (1998م). مستقبل التعليم في المملكة العربية السعودية: مؤشرات واستشراف. الرياض: وزارة المعارف، مركز التطوير التربوي.
10. زكي، أحمد عبد الفتاح وآخرون، 2003 الدراسات المستقبلية، دار الميسرة للنشر والتوزيع، عمان، الأردن.
11. عامر: طارق: 2008 أساليب الدراسات المستقبلية، دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع، عمان، الأردن.
12. الصايغ، عبد الرحمن أحمد (1999م). التعليم في المملكة العربية السعودية: رؤية مستقبلية. بحوث مؤتمر المملكة العربية السعودية في مائة عام، الرياض.

عن هيئة التحرير

شاهد أيضاً

“وجبة ….. إبداع وابتكار (100) “أبعاد التغيير (13)”

شبكة بيئة ابوظبي: بقلم د. أنيس رزوق، مستشار تخطيط استراتيجية الجودة والتميز، مقيم معتمد في …